وليست جميع المعاصي العظام مخرجة عن الإسلام، فأنّ المعاصي لا تنفك على الدوام، حتى في مبدأ حدوث الأسلام، ولذلك وضعت الحدود والتعزيزات، وأقيمت الأحكام على ممر الأوقات.
نعم قد يطلق على كثير منها إسم (الكفر) تعظيماً للذنب، وتحذيراً منه، وتشبيهاً لمؤاخذته، لعظمها بمؤاخذة الكفر.
فهو إذن في الشرع قسمان: كفر صغير، لا يخرج عن إسم الأسلام. وكبير مخرج عن إسمه بلا كلام.
ولو بنينا على أنّ كلّ ما أطلق عليه إسم الكفر يكون مكفراً، لم تنج إلاّ شرذمة قليلة من الورى. فأطلاق إسم الكفر قد يكون إستعظاماً للذنب ـ كما مرّ ـ، وقد يراد أنه ربما إنجرّ بالأخرة الى ذلك. كما ورد في الحديث: إنّ في قلب المؤمن نكتة بيضاء، فاذا عصى