responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 32

ومقتضى ذلك أنه من اللازم الرجوع الى سيرة الصحابة وطريقتهم، وانها الميزان إذا اشتكلت علينا الامور، وتعارضت علينا الأدلة، وسيتضح أن جميع ما ينكر من هذه الأفعال الموردة صادرة عن الصحابة، وطريقتهم مستمرة عليه، مع أن في السنة ما يدل على جوازه.

وما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّ الأسلام بدأ غريباً وسيعود غريبا[1] ، فلا ينافي ما ذكرناه، لأن فرقة الأسلام بين طوائف الكفر كنقطة في بحر.

وروى أبو سعيد الخدري عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أنتم في الناس إلاّ كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود[2] . وعوده غريباً في أيام الدجّال، ونحوه يكفي في صدق الخبر.

وروى عبدالله بن مسعود[3] عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، رواه مسلم[4] .

وعن أبي سعيد الخدري[5] عن النبي أنه قال: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الدنيا الله[6] .

وكل ما صدر في زمان الصحابة من الأعراب بمحضر منهم ولم ينكروه، فهو موافق لرضاهم، وإلاّ لأنكروه. ولهذا أوردنا في هذه الرسالة كثيراً مما صدر في زمانهم من غيرهم.

وعلى كل حال، فلا كلام في أنّ الأدلة فيها عام، وفيها خاص، وفيها ناسخ، وفيها منسوخ، وفيها مجمل، وفيها مبيّن، وفيها مطلق، وفيها مقيّد، ومنها قطعي الصدور ظني الدلالة، ومنها قطعي الدلالة ظني الصدور، ومنها ظنيهما، ومنها قطعيهما. ومن جهة إختلاف السند: منها صحيح، وضعيف، وحسن، وموثّق، وقوي إلى غير ذلك.

فإذا تعارضت الأدلة، فلابدّ من النظر الى المرجحات: من جهة السند، أو من جهة


[1] صحيح مسلم، حديث 145.

[2] صحيح البخاري (كتاب تفسير القرآن)، حديث 4464؛ وصحيح مسلم (كتاب الأيمان)، حديث 327؛ ومسند أحمد بن حنبل (باقي مسند المكثرين)، حديث 10892.

[3] في صحيح مسلم ورد إسم عبدالله بن عمرو بن العاص.

[4] صحيح مسلم (كتاب الأمارة)، حديث 3550.

[5] في المصادر ((أنس بن مالك)).

[6] مسلم (كتاب الأيمان)، حديث 211؛ والترمذي (كتاب الفتن)، حديث 2133؛ ومسند أحمد (باقي مسند المكثرين)، حديث 11632. وزاد في المصادر كلمة (الله) مرّة ثانية في نهاية الحديث.

اسم الکتاب : منهج الرشاد لمن أراد السداد المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست