اسم الکتاب : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : ابن المغازلي الجزء : 1 صفحة : 272
تاجرا، و تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التّجار مع غلام لها يقال له ميسرة.
فقبله منها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فخرج في مالها[ذلك]، و خرج معه غلامها ميسرة حتّى قدم الشام، فنزل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرّهبان فأطلع الرّاهب إلى ميسرة فقال: من هذا الرّجل الّذي نزل تحت هذه الشجرة؟فقال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشّجرة قطّ إلاّ نبيّ.
فقال: ثمّ باع رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) سلعته الّتي خرج بها و اشترى ما أراد، ثمّ أقبل قافلا إلى مكّة معه ميسرة، و كان ميسرة-فيما يزعمون-إذا كانت الهاجرة و اشتدّ الحرّ، يرى ملكين يظلاّنه من الشمس و هو يسير على بعيره.
فلمّا قدم[مكّة]على خديجة بمالها، باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا من ذلك، و حدّثها ميسرة عن قول الرّاهب، و عمّا كان يرى من إظلال الملكين إيّاه، و كانت خديجة امرأة حازمة، [لبيبة]، شريفة مع ما أراد اللّه بها من كرامته، فلمّا أخبرنا ميسرة بما أخبرها به، بعثت إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فقالت له-فيما يذكرون-يا بن عمّ إنّي قد رغبت[فيك]لقرابتك، و وسطتك في قومك، و أمانتك، و حسن خلقك، و صدق حديثك، ثمّ عرضت نفسها عليه، و كانت خديجة يومئذ أوسط قريش و أعظمهم نسبا و أكثرهم مالا، كلّ قومها كان حريصا على ذلك منها[لو يقدر عليها].
فلمّا قالت ذلك لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) ، ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه حمزة بن عبد المطّلب حتّى دخلوا على خويلد بن أسد فخطبها فتزوّجها [1] .
378-قال: و حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدّثنا أبو سلمة، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عمّار بن أبي عمّار، عن ابن عبّاس-فيما يحسب حمّاد-أنّ
[1] سيرة ابن هشام 1/189-191، تاريخ الطبري 2/280 ط دار المعارف، أسد الغابة 5/435، طبقات ابن سعد 8/9 ط ليدن.
اسم الکتاب : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : ابن المغازلي الجزء : 1 صفحة : 272