responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : ابن المغازلي    الجزء : 1  صفحة : 157

بحبّ عليّ و فضائله، و كانوا يؤوونني و يطعمونني و يزوّدونني و يكرّموني و يحمّلوني حتّى وردت بلاد الشأم، و أهل الشأم كلّما أصبحوا لعنوا عليا (عليه السّلام) في مساجدهم، لأنّ كلّهم خوارج و أصحاب معاوية، فدخلت مسجدا و في نفسي منهم ما فيها، فأقيمت الصلاة فصلّيت الظهر و عليّ كساء خلق، فلمّا سلّم الإمام، اتّكأ على الحائط و أهل المسجد حضور فجلست فلم أر أحدا منهم يتكلّم توقيرا لإمامهم، فإذا بصبيّين قد دخلا المسجد، فلمّا نظر إليهما الإمام، قال: ادخلا مرحبا بكما و مرحبا بمن أسماكما بأسمائهما، و اللّه ما سمّيتكما بأسمائهما إلاّ بحبّ محمّد و آل محمّد فإذا أحدهما يقال له الحسن و الآخر الحسين.

فقلت فيما بيني و بين نفسي: قد أصبت اليوم حاجتي، و لا قوّة إلاّ باللّه، و كان شابّ إلى يميني فسألته: من هذا الشيخ؟و من هذان الغلامان؟فقال:

الشيخ جدّهما، و ليس في هذه المدينة أحد يحبّ عليا عليه السّلام غير هذا الشيخ، و لذلك سمّاهما الحسن و الحسين، فقمت فرحا و إنّي يومئذ لصارم لا أخاف الرّجال، فدنوت من الشيخ فقلت: هل لك في حديث أقرّ به عينك؟ قال: ما أحوجني إلى ذلك، و إن أقررت عيني أقررت عينك.

فقلت‌: حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) فقال لي: من والدك؟و من جدّك؟فلمّا عرفت أنه يريد أسماء الرجال فقلت: محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن العبّاس قال: كنّا مع النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) فإذا فاطمة عليها السّلام قد أقبلت تبكي فقال النّبيّ (صلّى اللّه عليه و آله) : ما يبكيك يا فاطمة؟قالت: يا أباه إنّ الحسن و الحسين قد عبرا أو قد ذهبا منذ اليوم و لا أدري أين هما؟و إنّ عليا يمشي على الدّالية منذ خمسة أيّام يسقي البستان، و إنّي قد طلبتهما في منازلك فما حسست لهما أثرا، و إذا أبو بكر عن يمينه فقال: يا أبا بكر!قم فاطلب قرّتي عيني ثمّ قال: يا عمر قم فاطلبهما، يا سلمان، يا أبا ذرّ، يا فلان، يا فلان، قال: فأحصينا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) سبعين رجلا بعثهم في طلبهما و حثّهم فرجعوا و لم يصيبوهما.

فاغتمّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله لذلك غمّا شديدا و وقف على باب المسجد و هو يقول: بحقّ إبراهيم خليلك، و بحقّ آدم صفيّك إن كانا-قرّتي‌

اسم الکتاب : مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب المؤلف : ابن المغازلي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست