شرّده الخوف، و أزرى به # كذاك من يكره حرّ الجلاد [2]
قد كان في الموت له راحة # و الموت حتم في رقاب العباد
[644] الهادي، أبو محمد، موسى بن محمّد، المهديّ، أبي عبد اللّه بن عبد اللّه، المنصور، أبي جعفر بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عبّاس. كان من رجالات بني هاشم، و دعا الرشيد إلى تقديم ابنه جعفر بن الهادي عليه في العهد، فأبى عليه، فقال الهادي: [من الطويل]
نصحت لهارون، فردّ نصيحتي # و كلّ امرئ لا يقبل النّصح نادم
و أدعوه للأمر المؤلّف بيننا # فيبعد عنه، و هو في ذاك ظالم
و لو لا انتظاري منه يوما إلى غد # لعاد إلى ما قلته، و هو راغم
سلّى همومي، و أطفا نار موجدتي # عون الإله على الأعداء بالظّفر
في كلّ يوم لنا من أهلنا حسد # لأن ملكنا، و صرنا سادة البشر
لن يدفعوا بصغير الأمر أكبره # و هل يقاس ضياء الشّمس بالقمر؟
[645] أبو المغيث، موسى بن إبراهيم الرافقيّ. لأبي تمام فيه مدح كثير، عند تقلّده بعض أعمال الشام. و قصده محمّد بن حسّان العمّيّ، و مدحه، فوعده بثواب، فتأخر عنه، فكتب إليه محمّد [4] : [من البسيط]
وعدت بالمطل وعدا، رفّ مورقه # حتّى لقد جفّ منه الماء في العود
سقيا للفظك، ما أحلى مخارجه # لو لا عقارب في أثنائه، سود [5]
[644]من خلفاء الدولة العبّاسية ببغداد، ولي بعد وفاة أبيه سنة 169 هـ، و كان غائبا بجرجان، فأقام أخوه الرشيد بيعته، و استبدّت أمّه الخيزران بالأمر، و أراد خلع أخيه من ولاية العهد، و جعلها لابنه جعفر، فلم تر أمّه ذلك، و قتل سنة 170 هـ. انظر له (الأعلام 7/327) .
[645]شاعر عبّاسيّ. سار إليه أبو تمام، و هو بدمشق، فمدحه، فلم ينل منه خيرا، ثم هجاه، ثم سار أبو تمام بعد ذلك إلى المأمون، و هو في بلاد الشام آنذاك، و هذا يعني أن أبا المغيث كان حيّا نحو سنة 195 هـ. انظر له (ديوان أبي تمام 4/605، 716، و الموشّح ص 504) . و ذكر في (تاريخ الطبري 9/197) أبو المغيث الرافعي. و اسمه موسى بن إبراهيم. و كان عاملا على حمص سنة 240 هـ، فوشى عليه أهلها لقتله رجلا من رؤسائهم، فأعفاه الخليفة المتوكّل.