بغيض. كان شريفا حازما ذا رأي، و كانت عبس تصدر في حروبها عن رأيه، و هو صاحب داحس، و هي فرسه. راهن حذيفة بن بدر الفزاريّ، فصار آخر أمرهما إلى القتال و الحرب.
و كان أبوه زهير أبا عشرة، و أخا عشرة، و عمّ عشرة، [و خال عشرة] [1] ، و قاد غطفان كلّها، و لم تجتمع على أحد قبله في جاهليّة و لا إسلام. و كان قيس أحمر أعسر أيسر، بكر بكرين، و هو القائل في قتل حذيفة بن بدر-و بنو عبس تولّت قتله [2] -: [من الوافر]
أظنّ الحلم دلّ عليّ قومي # و قد يستجهل الرّجل الحليم
و مارست الرّجال، و مارسوني # فمعوجّ، عليّ، و مستقيم
ليس قوله: «و قد يستجهل الرجل الحليم» بمعنى ينسب إلى الجهل، و إنّما هو بمعنى يستخرج الجهل من الحليم. يريد أنّ حلمه جرّأ عليه قومه، فتوعّدهم بقوله: و قد يستدعى الجهل من الحليم. و له [3] : [من الوافر]
قتلت بإخوتي سادات قومي # و هم كانوا الأمان على الزّمان
فإن أك قد شفيت بذاك قلبي # فلم أقطع بهم إلاّ بناني
[450] قيس بن المكشوح بن عبد يغوث المراديّ [4] . و المكشوح اسمه: هبيرة. و كان قيس سيّد قومه، و هو ابن أخت عمرو بن معدي كرب. و لمّا ظهر أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم قال عمرو بن معدي كرب: يا قيس [5] ، أنت سيّد قومك، و قد ذكر أنّ رجلا من قريش يقال له محمّد، ظهر بالحجاز، يقول إنّه نبيّ، فانطلق بنا إليه حتّى نلقاه، و بادر فروة بن مسيك، لا يغلبك على الأمر. فأبى قيس ذلك، و سفّه رأيه، و عصاه، فلمّا قدم فروة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم و أسلم، بعثه على صدقات من أسلم من قومه.
[450]صحابي من الشجعان الأبطال الشعراء. كان حليفا لمراد، و عداده فيهم، و هو من بجيلة. له مواقف في الفتوحات، في زمن عمر، و عثمان في العراق. و حضر معارك صفين مع الإمام عليّ. و قتل في إحداها سنة 37 هـ.
انظر له (الأعلام 5/209، و الخزانة 4/118-119، 11/130-131، و معجم الشعراء المخضرمين، و الإسلاميين ص 385-386) .
[1] أضاف (فرّاج) ، ما بين المعقّفتين، و ذلك في (الإصابة 5/418) نقلا عن المرزبانيّ.
[2] البيتان من قطعة له في (النقائض ص 96-97، و مجمع الأمثال 2/116 و شعر قيس بن زهير ص 33-36) .
[3] البيتان مع ثالث في (شعر قيس بن زهير ص 49-50) و هما في (شرح ديوان الحماسة ص 203، و المؤتلف و المختلف ص 323، و في (الأنس و العرس ص 364) غير منسوبين.