الشعراء ما زالت بحاجة إلى المزيد من العناية، و من ذلك-مثلا-أنّ المرزبانيّ نقل عن كتاب (من اسمه عمرو من الشعراء) لابن الجرّاح، كثيرا، و ضمّنه القسم الخاص بذكر من اسمه عمرو، و لم يشر إلى ذلك في أغلب الأحايين، و يؤكد ذلك أنّ المرزبانيّ أدخل في معجمه بعض الأوهام التي وقع فيها ابن الجرّاح، ممّا يتصل بنسب الشعراء، أو زمنهم [1] . و قد نبّه د.
عادل الفريجات إلى اضطراب مذهب (المرزبانيّ في تعيين أزمان الشعراء الذين ترجم لهم في معجمه، لأنّ غرضه كان ضمّ عدد كبير من الشعراء دون النصّ على أنّ هذا تقدّم ذاك أو سبقه زمنيّا [2] . و قد سبقت الإشارة إلى بعض مواطن الخلل في ترتيب (المرزبانيّ) للشعراء ترتيبا زمنيّا.
5-أنّ القسم الأخير من المعجم فيه (ذكر من غلبت كنيته على اسمه) من الشعراء المجهولين و الأعراب المغمورين، ممّن لم يقع إلينا اسمه. و قد اقتصر (المرزبانيّ) على ذكر كناهم، و قبائلهم لأن أخبارهم و أشعارهم ثبتت-و الرأي له-في كتابه (المفيد) . و هو كتاب فيه أخبار الشعراء الجاهليين و الإسلاميين و المحدثين، و بيان لمذاهبهم و نعوتهم و معاني أشعارهم.
و قد بلغ عدد الشعراء الذين غلبت كناهم على أسمائهم، في معجم الشعراء نحو ثلاث مائة و ستين شاعرا. و ثمّة حاجة ماسة إلى التعريف بهم؛ فكتاب (المفيد) لم يصل إلينا، و المحقّقان (كرنكو) و (فرّاج) لم يلتفتا إليهم، و أعرضا عن بذل أيّ جهد للتعريف بهم.
تلك هي أهم الأسباب التي دعتني إلى إعادة نشر الكتاب في حلّة جديدة و قد اتّبعت لذلك ما يلي:
1-وازنت بين النشرتين: نشرة (كرنكو) -و رمزت إليها بالحرف (ك) -و نشرة (فرّاج) - و رمزت إليها بالحرف ف-و أثبتّ الاختلافات بين متنيهما، و لا سيما مواطن الخلل في نشرة (كرنكو) .
2-أثبتّ أغلب الهوامش المثبتة في النشرتين، و نسبت كلّ هامش لصاحبه.
3-خرّجت الأشعار، ما استطعت إلى ذلك سبيلا، و ضبطتها ضبطا تامّا و شرحت ما فيها من الألفاظ الغريبة و المشكلة.
4-ضبطت الأعلام من الأسماء و الكنى و الأنساب و الألقاب و البلدان و نحوها و أثبتّ في الهامش ما رأيته مناسبا للتعريف ببعضها و لشرحه.