بيثرب تبكيني عيون كثيرة # حسان مجاري الدّمع، عنّي نوازح
[243] أبو سعد المخزوميّ، عيسى بن خالد بن الوليد. من ولد الحارث بن هشام بن المغيرة المخزوميّ، كان يهاجي دعبل بن عليّ الخزاعيّ. و لأبي سعد مديح للمأمون، و هو القائل:
[من البسيط]
سلوا الجرادة عنّي يوم تحملني # هل فاتني بطل، أو خمت عن بطل؟ [1]
و ما يريد بنو الأعيار من رجل # باللّيل مشتمل، بالجمر مكتحل؟ [2]
لا يشرب الماء إلاّ عن قليب دم # و لا يبيت له جار على وجل [3]
و له-و كان أبو تمّام يتمنّى أن يكون هو قائله-: [من المديد]
و إنّي لصبّار على ما ينوبني # و حسبك أنّ اللّه أثنى على الصّبر
[242]كان من رجال قريش لسانا و جلدا، و كان نزل دمشق انظر له (نسب قريش ص 359) . و يبدو من سياق ترجمته أنه من شعراء القرن الثاني الهجريّ، و ربما أدرك الثالث.
[243]شاعر من أهل بغداد، كثير الشعر جيّده، و قيل: إنّه ادّعى في بني مخزوم، و لم يكن منهم. و لا عرف بهم قط، و كان جبانا يدّعي الشجاعة. و هجاه دعبل هجاء مقذعا. أولع به الصبيان، فهرب أبو سعد من بغداد إلى الريّ، و أقام بها حتى مات نحو سنة 230 هـ. انظر لترجمته و أخباره (الأغاني 20/188، و الأنس و العرس ص 121، و طبقات الشعراء ص 294-297، و الأعلام 5/102) .