[232] عثمان بن عمارة بن خريم. أخو أبي الهيذام [1] . و كان على سجستان في أيّام الرّشيد، فطولب بخمسة آلاف ألف درهم، و حبس، فقال: [من الطويل]
أغثني-أمير المؤمنين-بنظرة # تزول بها عنّي المخافة و الأزل [2]
ففضلك أرجو لا البراءة، إنّه # أبى اللّه إلاّ أن يكون لك الفضل
و إلاّ أكن أهلا لما أنت أهله # فأنت-أمير المؤمنين-له أهل
[233] عثمان بن سالم. مولى ابن لوذان، حجازيّ محدث. لمّا تزوّج الفضل بن الرّبيع [3] امرأة من بني عمرو بن كلاب، يقال لها: شعثاء، منصرفه من الحجّ، فراح بها في قبّة، قال عثمان ابن سالم: [من الوافر]
نأت شعثاء عنك، فما تزور # و لطّت دونها عنك السّتور
فراحت في القباب الحمر خود # مبتّلة لها وجه نضير [4]
و أمست دونها حرس شداد # و أبواب مظاهرة و دور
أتانا البين من شعثاء بغتا # و ذلك عندنا حدث كبير
فقدت المنكحي شعثاء مولى # و في أحيائها حسب و خير [5]
أ من عوز تزوّجها الموالي؟ # لحاك إلهك العالي القدير
[232]من شعراء القرن الثاني الهجريّ. و كان عظيم القدر، و أحد القواد. عاصر الرشيد (170-193 هـ) . انظر له (الشعر و الشعراء ص 731-732. هذا، و في (تاريخ الطبري 7/621) : عثمان بن عمارة بن حريم. و ذكر فيه أنّه من صحابة أبي جعفر المنصور.
[233]لم أعثر له على ترجمة. و هو من شعراء القرن الثاني الهجري، و ربّما أدرك الثالث.
[1] أبو الهيذام: عامر بن عمارة بن خريم المرّي، رأس المضرية في الشام، و أحد فرسان العرب المشهورين. توفي سنة 182 هـ. انظر (الأعلام 3/253) .
[3] الفضل بن الربيع: وزير أديب حازم. ولي الوزارة للرشيد بعد نكبة البرامكة، ثم أقرّه عليها الأمين، و حين ظفر المأمون استتر الفضل (سنة 196 هـ) ، و توفّي سنة 208 هـ. انظر (الأعلام 5/148) .
[4] الخود: الفتاة الشابة الحسنة الخلق. و المبتلّة: التامة الخلق من النساء، كلّ عضو فيها حسن وحده.
[5] الخير: الكرم و الأصل و الشرف. و في البيت دعاء على أهالي شعثاء لأنهم زوّجوها من أحد الموالي، و هو الفضل بن الربيع، حفيد كيسان مولى عثمان بن عفّان. و من العجب أن يقول الشاعر ذلك، و هو من الموالي أيضا.