responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم المدرستين المؤلف : العسكري، السيد مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 59

عنه بقوله: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اِسْمُهُ أَحْمَدُ الصف/6.

كيف لا يعرف نفسه و أهل الكتاب كانوا يَعْرِفُونَهُ كَمََا يَعْرِفُونَ أَبْنََاءَهُمْ البقرة/146، و الأنعام/20.

يعرفون‌ اَلرَّسُولَ اَلنَّبِيَّ اَلْأُمِّيَّ اَلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي اَلتَّوْرََاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ الأعراف/157.

سيأتي في بحوث مصادر الشريعة الإسلاميّة من هذا الكتاب محاولات السّلطات الإسلامية رفع مقام الخلافة في أنظار المسلمين على مقام النبوّة، و نذكر هنا منها مثالا واحدا من سيرة الحجّاج بن يوسف الثقفي والي الخليفة عبد الملك على العراق، إذ خطب في الكوفة فذكر الّذين يزورون قبر رسول اللّه (ص) بالمدينة، فقال:

تبّا لهم!إنّما يطوفون بأعواد و رمّة بالية!هلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك!ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله‌ [38] . و سيأتي تفصيل ذلك في الجزء الثالث من هذا الكتاب إن شاء اللّه تعالى.

و إنّ الّذي نجده من اتّجاه بعض المسلمين في القرون المتأخرة من تهوين أمر الرسول (ص) إن هو إلاّ نتيجة لتلك المحاولات مدى القرون، سواء في ما رووا من روايات تحطّ من قدر رسول اللّه (ص) ، أم ما أوّلوا من آيات القرآن و غير ذلك ممّا فعلوا في توجيه المسلمين إلى ما أرادوا. و منها ما رأوا في الاحتفال بذكرى ميلاد الرسول (ص) ، كما سنذكره في ما يأتي.


[38] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15/242. و راجع الكامل للمبرد ط. النهضة بمصر، ص 222.

اسم الکتاب : معالم المدرستين المؤلف : العسكري، السيد مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست