responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم المدرستين المؤلف : العسكري، السيد مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 57

و من آمن بصحّة الأحاديث المذكورة آنفا، تتكوّن له رؤية تناقض محتوى الأحاديث الّتي أشرنا إليها فيما خصّ اللّه به خاتم أنبيائه (ص) و ميّزه من سائر الناس بفضائل حمّة، و حقّ للرجل (ذي المعرفة) من السعوديّين إذن أن يقول: «محمد رجالا مثلي، مات» .

أضف إلى هذه الأحاديث الّتي كوّنت رؤية تناقض تلك الفضائل، ما فعله الخليفة الصحابيّ عمر بن الخطاب و اجتهاده في قطعه الشجرة الّتي بويع تحتها رسول اللّه (ص) [32] . و تفصيل الخبر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1/59.

و ينقض جميع الأحاديث الّتي تنقص من منزلة رسول اللّه (ص) ما أخبر عنه الإمام عليّ (ع) عن رسول اللّه (ص) في خطبته القاصعة، حيث قال:

و لقد قرن اللّه به-صلّى اللّه عليه و آله-من لدن أن كان فطيما، أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم و محاسن أخلاق العالم ليله و نهاره. و لقد كنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر أمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علما و يأمرني بالاقتداء به. و لقد كان يجاور في كلّ سنة بحراء، فأراه و لا يراه غيري، و لم يجمع يومئذ في الإسلام غير رسول اللّه-صلّى اللّه عليه و آله-و خديجة، و أنا ثالثهما؛ أرى نور الوحي و الرسالة، و أشمّ ريح النبوة. و لقد سمعت رنّة الشّيطان حين نزل الوحي عليه-صلّى اللّه عليه و آله- فقلت: يا رسول اللّه ما هذه الرنّة؟قال: هذا الشيطان أيس من عبادته‌ [33] .

و لست أدري كيف لم يكن الرسول (ص) يعرف نفسه كما ورد ذلك في


[32] شفاء الصدور ص 27، و هي شجرة بيعة الرضوان في صلح الحديبية.

[33] نهج البلاغة، شرح محمد عبده، الخطبة رقم: 192.

اسم الکتاب : معالم المدرستين المؤلف : العسكري، السيد مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست