و رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) يسمع. فقال:
أنا أخو المصطفى لا شك في نسبي * * * به ربيت و سبطاه هما ولدي
جدي و جد رسول اللّه منفرد * * * و فاطم زوجتي لا قول ذي فند
صدقته و جميع الناس في بهم * * * من الضلالة و الإشراك و النكد
قال فتبسم رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) و قال صدقت يا علي. و رباه النبي ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) و أزلفه و هداه إلى مكارم الأخلاق و ثقفه.
و كان رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) إذا أراد الصلاة خرج إلى شعاب مكة مستخفيا و أخرج عليا معه فيصليان ما شاء اللّه فإذا قضيا صلواتهما و أمسيا رجعا إلى مكة إلى مكانهما فمكثا كذلك يصليان على استخفاء من أبي طالب و سائر عمومتهما و قومهما.
ثم إن أبا طالب عبر عليهما و هما يصليان و قال لرسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)): يا بن أخي ما هذا الذي أراك تدين فقال:
«يا عم هذا دين اللّه (تعالى) و دين ملائكته و دين رسله و دين أبينا إبراهيم بعثني اللّه (تعالى) به رسولا إلى العباد، و أنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة و دعوته إلى الهدى و أحق من أجابني إليه و أعانني عليه» و قال له علي ((عليه السلام)): يا أبت قد آمنت برسول اللّه و اتبعته و صليت معه للّه (تعالى). فقال له: يا بني أما إنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه.
و نقل عن يحيى بن عفيف قال: حدثني أبي قال: كنت جالسا مع العباس بن عبد المطلب بمكة قبل أن يظهر أمر رسول اللّه ((صلى اللّه عليه و آله و سلم)) فجاء شاب فنظر إلى السماء حين تحلقت الشمس، ثم استقبل الكعبة فقام يصلي، فجاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع الغلام و المرأة ثم رفع فرفعا ثم سجد فسجدا، فقلت: يا عباس، أمر عظيم! فقال العباس: أمر عظيم:
أ تعرف، من هذا الشاب؟ محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ابن