أما الصدقات فقد صح النقل فيما رواه الإمام الحافظ أبو نعيم ((رحمه الله)) بسنده في حليته أنه ((عليه السلام)) خرج من ماله مرتين و قاسم اللّه (تعالى) ثلاث مرات ماله، و يتصدق حتى إن كان ليعطي نعلا و سيأتي تمام ذلك في الفصل الثامن المعقود لذكر كرمه و صلاته إن شاء اللّه (تعالى).
و أما العبادة المركبة فقد نقل الحافظ المذكور في حليته بسنده أنه ((عليه السلام)) قال: إني لاستحيي من ربي أن ألقاه و لم أمش إلى بيته فمشى عشرين مرة من المدينة إلى مكة على رجليه.
و روى صاحب كتاب صفوة الصفوة بسنده عن علي بن زيد بن جذعان أنه قال: حج الحسن ((عليه السلام)) خمس عشرة حجة ماشيا و إن النجائب لتقاد معه.
الفصل الثامن: في كرمه ((عليه السلام)):
الجود و الكرم غريزة مغروسة منه و صرفه لصنوف الدنيا عنه نهج ما زال يقتفيه و إيصال صلاته إلى المعتفين يعتده من مناقب معانيه و إبقاء الأموال عنده يعتقده من مثالب من يعانيه و يرى إخراج الدنيا عنه خير ما يجتبيه من عمله و يجتنيه، و حجته في ذلك واضحة فإنه حرام على الولد مجامعة مطلّقة أبيه.
و قد نقل عنه من تتابع أرفاده بموجوده و وقائع استنقاذه فيه جل مجهوده و ما يشهد له بكرمه وجوده و ينضده في سلك سجاياه مع ركوعه و سجوده.
فمنها ما نقل عنه ((عليه السلام)) فيما رواه سعد بن عبد العزيز قال: إن الحسن ((عليه السلام)) سمع رجلا يسأل ربه (تعالى) أن يرزقه عشرة آلاف درهم فانصرف الحسن إلى منزله فبعث بها إليه.
و منها أن رجلا جاء إليه ((عليه السلام)) و سأله حاجة فقال له: يا