مستوعرا عند المتأدبين، و مهد مطلوبا من حقيقة الإيمان مستعذبا عند المقربين.
و قال ((عليه السلام)): إذا أقبلت الدنيا فأنفق منها فإنها لا تفنى، و إذا أدبرت فأنفق منها فإنها لا تبقى و أنشد:
لا تبخلن بدنيا و هي مقبلة * * * فليس ينقصها التبذير و السرف
و إن تولت فأحرى أن تجود بها * * * فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف
و قوله:
إذا جادت الدنيا عليك فجد بها * * * على الخلق طرا إنها تتقلب
فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت * * * و لا البخل يبقيها إذا هي تذهب
و قوله ((عليه السلام)):
أصم عن الكلم المحفظات * * * و أحلم و الحلم بي أشبه
و إني لأكره بعض الكلام * * * لئلا أجاب بما أكره
إذا ما اجتررت سفاه السفيه * * * علي فاني إذا أسفه
فكم من فتى يعجب الناظرين * * * له السن و له أوجه
و قوله ((عليه السلام)):
أتم الناس أعلمهم بنقصه * * * و قمعهم لشهوته و حرصه
فلا تستغلن عافية بشيء * * * و لا تسترخصن داء لرخصه
و قوله و قد دخل عليه الاشعث بن قيس فوجده قد أثر فيه صبره على العبادة الشديدة ليلا و نهارا فقال: يا أمير المؤمنين إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة؟ فقال الأشعث: فما زادني على أن قال لي:
اصبر على مضض الإدلاج في السحر * * * و في الغدو إلى الطاعات في البكر
إني رأيت و في الايام تجربة * * * للصبر عاقبة محمودة الأثر
و قل من جد في شيء يؤمله * * * فاستشعر الصبر إلا فاز بالظفر