responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 192

النوع الثالث في صفة المؤمنين:

قال ((عليه السلام)): المؤمنون هم أهل الفضائل هديهم السكون [و هيبتهم الخشوع‌] و سمتهم الخشوع و التواضع، خاشعين غاضين أبصارهم عن ما حرم اللّه عليهم، رافعين اسماعهم إلى العلم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء، لو لا الآجال التي كتبت عليهم لم تستقر ارواحهم في أبدانهم طرفة عين شوقا إلى الموت و خوفا من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم و صغر ما دونه في أعينهم فهم كأنهم قد رأوا الجنة و نعيمها و النار و عذابها. فقلوبهم محزونة و شرورهم مأمونة و حوائجهم خفيفة و أنفسهم ضعيفة و حوائجهم لإخوانهم عظيمة، اتخذوا الأرض بساطا و ماءها طيبا و رفضوا الدنيا رفضا و صبروا أياما قليلة فصارت عاقبتهم راحة طويلة، تجارتهم مربحة يبشرهم بها رب كريم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها و طلبتهم فهربوا منها، فأما الليل فأقدامهم مصطفة يتلون القرآن يرتلونه ترتيلا فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا و تطلعت إليها أنفسهم تشوقا، فيصيرونها نصب أعينهم و إذا مروا بآية فيها تخويف اصغوا اليها بقلوبهم و أبصارهم، فاقشعرت منها جلودهم و وجلت قلوبهم خوفا و فرقا، و نحلت لها أبدانهم و ظنوا أن زفير جهنم و شهيقها و صلصلة حديدها في آذانهم، مكبين على وجوههم و أكفهم، تجري دموعهم على خدودهم يجأرون إلى اللّه في فكاك رقابهم، و أما النهار فعلماء أبرار اتقياء قد براهم الخوف فهم أمثال القداح إذا نظر إليهم الناظر يقول: بهم مرض و يقول قد خولطوا، و ما خولطوا إذا ذكروا عظمة اللّه و شدة سلطانه و ذكروا الموت و أهوال القيامة و جفت قلوبهم و طاشت حلومهم و ذهلت عقولهم، فإذا استفاقوا من ذلك بادروا إلى اللّه بالأعمال الزاكية، لا يرضون بالقليل و لا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون و من أعمالهم مشفقون، إن زكّى أحدهم خاف مما يقال له فيقول: أنا أعلم بنفسي من غيري و ربي أعلم بي مني بنفسي، اللهم لا

اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 192
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست