responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 186

أغنت عنهم فيما قد أهلكهم من خطب؟، بل قد أوهنتهم بالقوارع و ضعضعتهم بالنوائب و عقرتهم للمناخر و أعانت عليهم ريب المنون، فقد رأيتم تنكّرها لمن دان بها واجد إليها ظعنوا عنها لفراق أمد إلى آخر المستند هل احلتهم إلا الضنك أو زودتهم إلا التعب أو نورت لهم إلا الظلمة أو أعقبتهم إلا النار، أ فهذه تؤثرون أم على هذه تحرصون أم إلى هذه تطمئنون؟.

يقول اللّه جل من قائل: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ* أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ‌ فبئست الدار لمن لم يتهمها و لم يكن فيها على وجل منها، اعلموا و أنتم تعلمون أنكم تاركوها لا بد فإنما هي كما نعتها اللّه تعالى‌ لَهْوٌ وَ لَعِبٌ‌ و اتعظوا بالذين كانوا يبنون بكل ريع آية يعبثون، و يتخذون مصانع لعلهم يخلدون و اتعظوا بالذين قالوا من أشد منا قوة و اتعظوا بأخوانهم الذين نقلوا إلى قبورهم لا يدعون ركبانا، قد جعل لهم من الضريح أكنانا و من التراب أكفانا و من الرفات جيرانا، فهم جيرة لا يجيبون داعيا و لا يمنعون ضيما قد بادت أضغانهم فهم كمن لم يكن.

و كما قال اللّه (تعالى): فَتِلْكَ مَساكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَ كُنَّا نَحْنُ الْوارِثِينَ‌ استبدلوا بظهر الأرض بطنا و بالسعة ضيقا و بالأهل غربة جاءوها كما فارقوها بأعمالهم إلى خلود الأبد، كما قال (عز و جلّ): كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ‌.

و قال ((عليه السلام)): أيها الذام للدنيا أنت المجترم عليها أم هي المجترمة عليك؟ فقال قائل من الحاضرين: بل أنا المجترم عليها يا أمير المؤمنين، فقال له: فلم ذممتها أ ليست دار صدق لمن صدقها و دار غنى لمن تزود منها و دار عافية لمن فهم عنها مسجد أحبائه و منزل و مصلى أنبيائه و مهبط الملائكة و متجر أوليائه، اكتسبوا فيها الطاعة و ربحوا منها الجنة

اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست