responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 185

مستعمل، رويدك لا تشهر و وار شخصك لا تذكر، و تعلم تعلم و اصمت تسلّم، و لا عليك إذا عرفك اللّه دينه أن لا تعرف الناس و لا يعرفوك.

(النوع الثاني) في صفة الدنيا و التحذر منها.

قال ((عليه السلام)): احذركم الدنيا فإنها خضرة حلوة حفت بالشهوات و تحببت بالعاجلة و عمرت بالآمال و تزينت بالغرور، لا تؤمن فجعتها و لا يدوم خيرها، ضرارة غدارة غرارة زائلة بائدة أكالة غوالة لا تعدو إذا تناهت إلى أمنية أهل الرضا بها و الرغبة فيها أن تكون كما قال اللّه عز و جل: كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ‌ على أن امرأ لم يكن فيها من حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة، و لم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا و لم تطلّه فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزية بلاء! و حريّ إذا اصبحت له منتصرة أن تمسي له متنكرة فإن جانب منها اعذوذب و احلولى، أمرّ عليه جانب فأوبى، و إن لقى امرؤ من غضارتها رغبا زودته من نوائبها تعبا و لم يمس امرؤ منها في جناح امن إلا أصبح في حوافي خوف، غرور فانية، فان من عليها، من أقل منها استكثر مما يؤمنه و من استكثر منها لم تدم له و زال عما قليل عنه، كم من واثق بها قد فجعته و ذي طمأنينة إليها صرعته، و ذي خدع قد خدعته و ذي أبهة قد صيرته حقيرا و ذي نخوة قد صيرته خائفا فقيرا، و ذي تاج قد اكبته لليدين و الفم، سلطانها دول و عيشها رنق و عذبها أجاج و حلوها صبر و غذاؤها سمام و أسبابها رمام، حيها بعرض موت و صحيحها بعرض سقم و منيعها بعرض اهتضام، عزيزها مغلوب و ملكها مسلوب و ضيفها مثلوب و جارها محروب، ثم [من‌] وراء ذلك هول المطلع و سكرات الموت و الوقوف بين يدي الحكم العدل، ليجزي الذين أساءوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى، أ لستم في منازل من كان أطول منكم أعمارا و آثارا و أعد منكم عديدا و أكثف جنودا و أشد منكم عتودا، تعبدوا للدنيا أي تعبد و آثروها أي إيثار، ظعنوا عنها بالصغار، فهل بلغكم أن الدنيا سخت لهم بفدية أو

اسم الکتاب : مطالب السؤول في مناقب آل الرسول المؤلف : النصيبي الشافعي، محمد بن طلحة    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست