اسم الکتاب : مشرق الشمسين و إكسير السعادتين مع تعليقات الخواجوئى المؤلف : الشيخ البهائي الجزء : 1 صفحة : 82
و مثل أبي الحسين علي بن أبي جيد، فإنّ الشيخ (رحمه اللّه) يكثر الرّواية عنه، سيّما في الاستبصار، و سنده أعلى من سند المفيد، لأنّه يروي عن محمّد
النجاشي [1] من أنّه كان ضعيفا أوّلا ثمّ ظهر حسن حاله فتوقّفوا عنه، يناسبه. و كذا ما في الفهرست [2]، فلا تضادّ بين كلامي «لم» و لا دلالة له على توثيق الحسين، كما فهمه ابن داود من هذه العبارة.
و اعلم أنّهم و إن لم يصرّحوا بتوثيق ابن أبان، إلّا أنّ العلّامة و الشهيد الأوّل صحّحا رواية هو من رجالها، و ذكره الشيخ في كتابيه، و لكن بما لا يدلّ على مدحه و لا قدحه.
و قال النجاشي: إنّه ممّن أدرك العسكري (عليه السلام)، و لم أعلم أنّه روى عنه، و ذكر ابن قولويه أنّه قرابة الصفّار و سعد بن عبد اللّه القمّي الأشعري و هو أقدم منهما، لأنّه روى عن الحسين بن سعيد كتبه كلّها، و هما لم يرويا عنه. فدلّ هذا على اعتباره و جلالته، و روى عنه جماعة، منهم محمّد بن الحسن بن الوليد، و سعد بن عبد اللّه المذكور.
و قال ابن الوليد: إنّه أخرج إليّ خطّ الحسين بن سعيد، و ذكر أنّه جاء إلى قم و نزل عند أبيه الحسن بن أبان و هو ضيفه. فظهر حيث أنّه نزل عندهم انّهم المعتبرون في العلم و الدين و الدنيا.
و قال بعض أصحابنا: إنّ من المدح أن يكون الرجل ممّن تردّد في جمع الروايات و الأصول في دفتر، و جعلهما أصلا محفوظا عن الاندراس، أو يكون ممّن روى عنه علماؤنا، مثل ابن الزبير، و الحسين بن الحسن بن أبان، و إسماعيل بن مرّار.
و بالجملة رواياته: إمّا صحاح، أو حسان كالصحاح، و لا بأس في الاحتجاج برواياته إذا لم يكن في الطريق مانع من غير جهته.
كتب الحسين بن سعيد، و أمّا هو فلا كتب له، و هو و ان روى عن محمّد بن أورمة أيضا إلّا أنّ ذلك في غاية الندرة «منه».