responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 59

763- 927، و الإنسان الكامل: 77، و المراقبات: 259.).

و أخرج المسعودي و سبط ابن الجوزي بسنده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال بعد حمد اللّه: «لما أراد اللّه أن ينشى‌ء المخلوقات و يبدع الموجودات أقام الخلائق في صورة قبل دحو الأرض و رفع السّماوات، ثم أفاض نورا من نور عزه فلمع قبسا من ضيائه و سطع. ثم اجتمع في تلك الصورة و فيها هيئة نبينا (صلّى اللّه عليه و آله) فقال له تعالى: أنت المختار و عندك مستودع الأنوار و أنت المصطفى المنتخب الرضا المنتجب المرتضى، من أجلك أضع البطحاء و أرفع السماء و أجري الماء و أجعل الثواب و العقاب و الجنة و النار، و أنصب أهل بيتك علما للهداية، و أودع أسرارهم من سرّي بحيث لا يشكل عليهم دقيق، و لا يغيب عنهم خفي، و أجعلهم حجتي على بريتي و المنبهين على قدري و المطلعين على أسرار خزائني ....

ثم بيّن لآدم حقيقة ذلك النور و مكنون ذلك السر، فلما حانت أيامه أودعه شيئا، و لم يزل ينتقل من الأصلاب الناضرة إلى الأرحام الطاهرة إلى أن وصل إلى عبد المطلب ثم إلى عبد اللّه، ثم إلى نبيه (صلّى اللّه عليه و آله) فدعا الناس ظاهرا و باطنا و ندبهم سرا و علانية و استدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف و ندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل، فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور و اهتدى إلى السر و انتهى إلى العهد المودع في باطن الأمر و غامض العلم، و من غمرته الغفلة و شغلته المحنة استحق البعد.

ثم لم يزل ذلك النور ينتقل فينا و يتشعشع في غرائزنا، فنحن أنوار السّماوات و الأرض و سفن النجاة، و فينا مكنون العلم و إلينا مصير الأمور و بمهدينا تقطع الحجج، فهو خاتم الأئمّة و منقذ الأمة و منتهى النور و غامض السر، فليهن من استمسك بعروتنا و حشر على محبتنا» (تذكرة الخواص:

121- 122 الباب السادس- المختار من كلام علي- خطبة في مدح النبي و الائمة، و مروج الذهب:

1/ 17 ذكر المبدأ و شأن الخليقة، و نزهة المجالس: 2/ 96 مولد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) مختصرا)

و قال (صلّى اللّه عليه و آله): «إن اللّه خلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) حين لا سماء مبنية، و لا أرض مدحية، و لا ظلمة و لا نور، و لا شمس و لا قمر و لا جنة و لا نار».

فقال العباس: كيف كان بدء خلقكم يا رسول اللّه؟

فقال: «يا عم لما أراد اللّه أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا، ثم تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا، ثم مزج النور بالروح، فخلقني و خلق عليا و فاطمة و الحسن و الحسين، فكنا نسبحه حين لا تسبيح، و نقدسه حين لا تقديس، فلما أراد اللّه تعالى أن ينشى‌ء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش، فالعرش من نوري، و نوري من نور اللّه، و نوري أفضل من العرش.

ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة، فالملائكة من نور علي و نور علي من نور اللّه و علي أفضل من الملائكة. ثم فتق نور ابنتي فخلق منه السّماوات و الأرض، فالسّماوات و الأرض من نور ابنتي فاطمة، و نور ابنتي فاطمة من نور اللّه، و ابنتي فاطمة أفضل من السّماوات و الأرض.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست