responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 56

قال (عليه السلام): عن الباء ظهر الوجود، و بالنقطة تبين العابد عن المعبود [1]؛ و قال حكيم: بالباء عرفه العارفون، و ما من شي‌ء إلّا و الباء مكتوبة عليه‌ [2]، فإذا قلت «اللّه»، فقد نطقت بسائر الأسماء، و إذا كتبت الألف فقد كتبت سائر الحروف، و إذا نطقت بالواحد فقد ضمنت سائر الأعداد، و إذا قلت النقطة فقد حصرت سائر العوالم، و إذا قلت النور فقد ضمنت الوجود من العدم، و إذا قلت نور النور فقد نطقت بالاسم الأعظم، لمن كان يدري و يفهم، إذ لا حظّ للأصم من طيب النغم، و لا فرق عند الأكمه من الليل إذا أظلم، و الصبح إذا تبسّم؛ و قال العارف هذا:

ألف الحروف هو الحروف جميعها * * * و الفاء دائرة عليه تطوف‌

و قال الآخر:

يا رب بالألف التي لم تعطف‌ * * * و بنقطة هي سرّ كل الأحرف‌

و بقافها الجبل المحيط و صادها * * * البحر الذي بظهوره لا يختفي‌

ثبت عليّ هداي و اتمم نوره‌ * * * يا من به أصبحت عنّي مكتفي‌

الثالث النقطة الواحدة و هي روح الأمر، و عنها نور أن الوجود في عالم الصور، و هي إشارة إلى ظهور الأفعال، لأن الواحد الحق سبحانه يوجد الأشياء و ليس فيها و إلّا لكان محدودا، و لا منها و إلّا لكان معدودا، لكنه متجلّ فيها بنور جماله، متخل عنها بكمال جلاله، دان إليها بكبريائه، قائم بها، قيوم عليها، لأن الأحد الحق سبحانه لا يتجزّأ فيعد، و لا يتكثّر فيحدّ، فالوحدة لازمة له.

فصل [معنى الأحد و الواحد]

أحد و واحد و وحدانية، فالأحد اسم الذات مع سلب تعدّد الصفات، و الواحد اسم الذات مع إثبات تعدّد الصفات، و الوحدانية صفة الواحد؛ و الواحد صفة الأحد، صلى‌


[1] جامع الأسرار: 563 ح 1163 و شرح دعاء السحر: 64 و فيه تميز بدل تبيّن و نسبه إلى ابن عربي.

[2] جامع الأسرار: 701 و نسبه لبعض العارفين بلفظ: «ما رأيت شيئا إلّا و رأيت ...».

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست