اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي الجزء : 1 صفحة : 329
الجنّة، و ليس في الجنّة إلّا المؤمن، فتعيّن أن شيعة علي هم المؤمنون، و لم يضرّهم سبّهم الذي سمّيتموهم به أشرارا، بل كانوا به من الأخيار، فظهر كذبكم على النبي أنه قال: من سبّ أصحابي فقد سبّني، و إن ثبت صدق الحديث لزم من صدقه أن أصحابه آله، كما تقدّم، فتعين أن بغض المنافقين الشيعة ليس إلّا بحبّهم لعلي، و من أبغض مواليا لعلي أبغضه اللّه، و لذلك قال الصادق (عليه السلام): رحم اللّه شيعتنا انهم أو ذوا فينا و اننا نؤذى فيهم.
فصل
ثم رووا عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) أنه مات و لم يوص إلى أحد، و أنه جعل الاختيار إلى أمّته، فاختاروا من أرادوا، فكذّبهم القرآن و نزّه نبيّه ممّا نسبوا إليه، فقال: وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ[1]، و كذّبهم فيما افتروا عليه فقال: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[2]، فأخبر سبحانه أن كل من اختار من أمره غير ما اختاره اللّه و رسوله فليس بمؤمن، و قد اختاروا فليسوا بمؤمنين بنص الكتاب المبين.