responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 315

فصل [سرّ آل محمد (عليهم السلام) صعب مستصعب‌]

اعلم أن سرّ آل محمد صعب مستصعب كما ذكره، فمنه ما يعلمه الملائكة و النبيون، و هو ما وصل إليهم بالوحي، و منه ما يعلمه هم و لم يجر على لسان مخلوق غيرهم، و هو ما وصل إليهم بغير واسطة، و هو السرّ الذي ظهرت به آثار الربوبية عنهم، فارتاب لذلك المبطلون، و فاز العارفون، فكفر به فيهم من أنكر، و فرّط من غلا فيهم و أفرط، و فاز من أبصر فتبع النمط الأوسط.

فصل‌

و أما السرّ الذي فيه للمؤمن نصيب، فهو أيضا صعب مستصعب، و أشدّ صعوبة و إغماضا المتشابه بالوجوه القابل للتأويل، الذي يخالف ظاهره باطنه، و أمثلته في القرآن و الأحاديث و الأخبار و الأدعية كثير، فمن ذلك من القرآن قوله: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ‌ [1] و فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌ‌، و هذا في الظاهر تناقض لأنه أمر أن يقفوهم و يسألوهم، ثم أخبر أنهم لا يسألون، و بيان ذلك: أن العباد لا يسألون يوم القيامة إلّا عمّا عهد اللّه إليهم من حبّ علي، فعنه (و عنه خ ل) يسأل إذ يبعثون، و شيعة علي لا يسألون عن ذنوبهم لأنّهم وفوا.

بالعهد، فلا ذنب عليهم، و قوله: لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَ لا جَانٌ‌ [2]، هذا لفظ عام، و معناه خاص، لأن معناه لا يسأل عن ذنبه يوم القيامة إنس و لا جان من شيعة علي، لأن اللّه أخذ عليهم عهد الإيمان بعلي، و ضمن لهم بذلك الجنّة، فإن وفوا بالعهد وجبت لهم في رحمته للوفاء بالعهد، و قد وفوا بعهدهم، فلا ذنب عليهم يسألون عنه إذن، لأن حب علي هو


[1] الصافات: 24.

[2] الرحمن: 39.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست