اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي الجزء : 1 صفحة : 314
الدجنات و حلّت المشكلات.
و أمّا حقه على البيت الحرام فإن إبراهيم رفع شرفه و علي رفع شرفه، و أين رفع الشرف من رفع الشرف. و أما حقه على الرسل الكرام فإنّهم به كانوا يدينون و بحبّه كانوا يشهدون، و به دعوا عند القيام و الظهور و سرّهم في الأصلاب و الظهور.
و أما حقّه من المؤمنين فإنّ بحبّه تختم الأعمال و تبلغ الآمال.
و أمّا حقّه على الملائكة المقرّبين فإنّه هو النور الذي علّمهم التسبيح و أوقد لهم في رواق القدس من الذكر المصابيح، و أمّا حقه على جنّات النعيم و دركات الجحيم، فإنّه يحشر أهل هذه إليها و يلقي حطب هذه عليها.
و أمّا حقّه على الخاص و العام من سائر الأنام، فإنّه لولاه لما كانوا؛ لأنّه العلّة في وجودهم، و الفضل عند موجودهم.
يؤيّد هذا التأويل ما روي عن عائشة من كتاب المقامات قالت: كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) في بيتي إذ طرق الباب، فقال لي: قومي و افتحي الباب لأبيك يا عائشة.
فقمت و فتحت له فجاء فسلّم و جلس فردّ السلام و لم يتحرّك له، فجلس قليلا ثم طرق الباب فقال: قومي و افتحي الباب لعمر، فقمت و فتحت له فظننت أنه أفضل من أبي، فجاء فسلّم و جلس فردّ عليه و لم يتحرّك له، فجلس قليلا فطرق الباب.
فقال: قومي و افتحي الباب لعثمان فقمت و فتحت له، فدخل و سلّم فردّ عليه و لم يتحرّك له، فجلس فطرق الباب فوثب النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و فتح الباب فإذا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فدخل و أخذ بيده و أجلسه و ناجاه طويلا، ثم خرج فتبعه إلى الباب، فلمّا خرج قلت: يا رسول اللّه دخل أبي فما قمت له، ثم جاء عمر و عثمان فلم توقرهما و لم تقم لهما، ثم جاء علي فوثبت إليه قائما و فتحت له الباب، فقال: يا عائشة لما جاء أبوك كان جبرائيل بالباب فهممت أن أقوم فمنعني فلما جاء علي و ثبت الملائكة تختصم على فتح الباب إليه، فقمت و أصلحت بينهم، و فتحت الباب له، و أجلسته و قرّبته عن أمر اللّه، فحدّثي بهذا الحديث عنّي، و اعلمي أن من أحياه اللّه متبعا للنبي، عاملا بكتاب اللّه، مواليا لعلي، حتى يتوفاه اللّه، لقي اللّه و لا حساب عليه، و كان في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصدّيقين [1].