responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 305

شاكة في السلاح، فقال: ما بال قوم يعيرونني بأهل بيتي و قرابتي إذا قلت فيهم ما جمع اللّه فيهم من الفضل ألا و إن عليا منّي بمنزلة هارون من موسى ألا و إن اللّه خلق خلقه و فرّقهم فرقتين. و جعلني في خيرها فرقة، ثم جعلها شعوبا و قبايل فجعلني في خيرها شعبا و قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، أنا و أخي علي بن أبي طالب، ألا و إنّ اللّه نظر إلى الأرض نظرة و اختارني منها، ثم نظر إليها نظرة أخرى فاختار أخي عليا و جعله وزيري و خليفتي و أميني، و ولي كل مؤمن و مؤمنة بعدي، من والاه فقد و الاني، و من عاداه فقد عاداني، لا يحبّه إلّا مؤمن و لا يبغضه إلّا كافر، و لا يرتاب فيه إلّا مشرك، و هو ربّ الأرض و سكنها، و كلمة التقوى، فما بال قوم يريدون أن يطفئوا نور أخي و اللّه متمّ نوره؟

ألا و إنّ اللّه اختار لي أخا و أحد عشر سبطا من أهل بيتي هم خيار أمّتي، مثلهم مثل النجوم في السماء، كلّما غرب نجم طلع نجم، هم قوام اللّه على عباده، و حجّته في أرضه و بلاده، و شهوده على خلقه، هم مع القرآن و القرآن معهم، لا يفارقونه حتى يردا عليّ الحوض، أبوهم علي و أمّهم فاطمة، ثم الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين، جدّهم لخير النبيين و أبوهم خير الوصيّين و أمّهم خير أسباط المرسلين و بيتهم خير بيوت الطاهرين، ما لقي اللّه عبدا محبّا لهم موحّدا لربّه لا يشرك به شيئا إلّا دخل الجنة، و لو كان عليه من الذنوب عدد الحصى و الرمل و زبد البحر، أيها الناس عظموا أهل بيتي و حبّوهم، و التزموا بهم بعدي فهم الصراط المستقيم‌ [1].

فصل‌

عدنا إلى البحث الأوّل. و أمّا قوله‌ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا [2] و التجلّي إنّما يكون من ذي الهيئة و الجسم، و الرب المعبود ليس بجسم، فالمراد تجلي نور ربّه و النور الأوّل نور محمد و علي المتجلّي من كل الجهات، و اللّه الأحد الحق المتجلّي عن كل الجهات، فبنور صفاته في الأشياء تجلّى و بجلال ذاته عن الجهات تجلّى، و إليه الإشارة بقوله: أنا مكلّم موسى من الشجرة: أن يا موسى أنا ذلك النور.


[1] بحار الأنوار: 36/ 294 ح 124 و الحديث طويل اختصره المصنّف.

[2] الأعراف: 143.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 305
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست