responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 304

فصل [مناقب آل محمّد (عليهم السلام)‌]

فمحمد و علي بالنسبة إلى حضرة الخلق موالي و مالكين و بالنسبة إلى حضرة الحق عبيدا مختارين و حججا مقرّبين، و إليه الإشارة بقوله: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً [1] فالخلائق إذا حضروا الموقف و وقفوا في مقام العبودية فهناك يرى محمدا و آل محمد ينظرون إلى ما منّ اللّه به عليهم من الرفعة و الكرامة و الولاية العامة، و الخلق ينظرون رفعتهم و قرب منزلتهم و عظيم كرامتهم، فيعولون في الشفاعة عليهم و يلجئون في وزن الأعمال إليهم، و إليه الإشارة بقوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى‌ رَبِّها ناظِرَةٌ [2].

و النظر يومئذ إمّا إلى الرب صريحا أو إلى رحمته و نعمته و لطفه و فضله، و هو حذف المضاف. فإن كان النظر إلى الرب فالوجوه هناك ناظرة إلى عظمة نبيّها و وليّها و هو مولاها في دنياها و اخراها، فهي ترقب الشفاعة من النبي و التنزيه من الولي بفضل الإله العلي، و إن كان معناه أنها ناظرة إلى رحمة ربّها و فضل ربّها، فالنعمة و الرحمة و الفضل أيضا محمد و علي، و إليه الإشارة بقوله: وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً [3] و الظاهرة يومئذ محمد (صلّى اللّه عليه و آله) لأنه زين القيامة و صاحب الوسيلة و ذو الكرامة، فالوجوه يومئذ ناظرة إلى جماله و كماله و علوّ مقامه، و النعمة الباطنة علي، و الوجوه يومئذ ناظرة إلى حقيقة معناه فيرون حكمه النافذ في العباد بأمر الملك الذي يختار من عباده من يشاء، شئت أنت أم لم تشأ.

يؤيّد ذلك: ما رواه سليم بن قيس الجواد: أن فلانا قال يوما: ما مثل محمد في أهل بيته إلّا نخلة نبتت في كناسة. فبلغ ذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فغضب و خرج فأتى المنبر فجاءت الأنصار


[1] مريم: 93.

[2] القيامة: 22.

[3] لقمان: 20.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 304
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست