اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي الجزء : 1 صفحة : 294
معرضون، و للناطق بها مبغضون و مكذّبون، فإذا استنشقوا روايح العرفان، من عبد أنعم اللّه عليه توجّهوا إلى تكذيبه و إنكاره و إبعاده، و حذّروا الناس من اعتقاده و صدّوهم عن حبّه و وداده، و رشقوه بسهام الحسد، و سبب ذلك الجهل و حب الرئاسة، فاعلم الآن أنه قد ثبت بما بيّناه من الدلالات، و أوضحناه من البيانات، أن عليّا مالك يوم الدين و حاكم يوم الدين، و ولي يوم الدين، منّا من رب العالمين، و فضلا من الصادق الأمين، فهو ولي الحسنات بنص الكتاب هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ[1].
فصل
هذا صحيح النقل، و أما صريح العقل فإنّ اللّه سبحانه جلّ أن تراه العيون، و هذا اعتقاد أهل الإيمان و التحقيق و الإيقان و التصديق، لأن السلطان كلّما عزّ منه الجناب عظم دونه الحجاب، فكيف جوزت على ربّ الأرباب، أنّك تراه يوم الحساب، قد جلس لخلقه. بغير حجاب، تعالى اللّه عن ذلك و ليس ربنا المعبود كذلك و إنما حسابك في بعثك و مآلك، إلى من جعله اللّه الولي و الحاكم و المالك، و من اعتقد غير ذلك فهو [في] بعثه هالك.
فصل [آل محمّد (عليهم السلام) حكّام العباد]
فالمالك في المعاد و الحاكم يوم التناد، و الولي على أمر العباد هم آل محمد صلّى اللّه عليهم الذين جعلهم اللّه في الدنيا قوام خلقه، و خزّان سرّه و في الآخرة ميزان عدله و ولاة أمره، و ذلك لأن الصفات مآلها الذات و مرجع الأفعال إلى الصفات، و آل محمد صفوة اللّه و صفاته فالأفعال بسرّهم ظهرت، و عنهم بعثت و إليهم رجعت، «بدؤها منك و عودها إليك» فهم المنبع و إليهم المرجع، فمرجع الخلق إليهم و حسابهم عليهم.