responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 293

آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ‌ [1] فقد دلّ الرب القديم الرحمن الرحيم سبحانه أن كل فضل فاض إلى الوجود و الموجود فهو من نعمة اللّه، و فضل آل محمد لأنّهم هم السبب في وجودها و وصولها، فما بال أهل الزمان يخالفون العقل و النقل و ينكرون سرائر القرآن الناطقة بفضل آل محمد؟ و يؤولونها بحسب آرائهم، و يسمون من أظهر شيئا من هذا مغاليا و يرفضونه و يهجرونه و لا يعرفونه، ثم يدعون بعد هذا معرفة علي و محبّته و يزعمون أنهم من شيعته، كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ‌ لأنهم اليوم في ريبتهم يتردّدون فأنّى يبصرون.

فما آمن بعلي من أنكر حرفا من فضله و إن بعد عن عقله العديم و خفي على ذهنه السقيم، فليرده إلى قولهم: أمرنا صعب مستصعب‌ [2]، و ليتل هناك‌ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ‌، و ليسلك نفسه في سلك قوله: وَ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا، و لا يندرج في لفيف قوم قاموا في آيات اللّه يلحدون، و لها يجحدون و عنها يصدون و منها يصدفون، و هم يحسبون أنّهم يحسنون فتراهم لم يقبلوا على الحق برهانا، و لم يصغوا لسماع قول: وَ إِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً [3] و لا طلع لهم في سماء التصديق نجم، و لا نجم لهم طلع، و لا أسفر لهم في دجنة التوفيق بدر، و لا بدر لهم أسفر، و كان هذا الكتاب محكا حك شكّهم حكّا، و أظهر مسّهم حين مسهم فجاؤوا بالباطل يكذبوني، و يلفون بالحسد في ديني إذ أخلجوا في السبق دوني.

فصل‌

و لما كان أهل الدنيا شأنهم بعض من وصلت إليهم من اللّه نعمة فتراهم يدلون به إلى الحكّام، و يجعلونه غرضا لسهام الانتقام، و يتوقعون سلب دولته و ذهاب نعمته، و هذا شأن الحسود و متى يسود، و كذا أهل الدعوى الذين سمّوا أنفسهم مؤمنين و هم عن التذكرة


[1] التوبة: 59.

[2] الأصول الأصيلة: 169.

[3] الأنفال: 2.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست