responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 283

فصل [علي (عليه السلام) حاكم يوم الدين‌]

و لما وعى سمع الدهر ما صحت قواعده و وضحت شواهده، و لاح نوره و ابتسمت ثغوره، مما وقر في الآذان و الأذهان، و أن عليا مالك يوم الدين و حاكم يوم الدين و ولي يوم الدين، و أنه قد جاء في الأحاديث القدسية أن اللّه يقول: عبدي خلقت الأشياء لأجلك و خلقتك لأجلي، و هبتك الدنيا بالإحسان و الآخرة بالإيمان.

و إذا كانت الأشياء بأسرها خلقت لكل إنسان فما ظنّك بإنسان الإنسان و من لأجله خلق الإنسان، و به كان الكون و المكان، و ذلك أن كل ما هو للّه ممّا خلق و ممّا أوحي فهو لمحمد، و ما هو لمحمد من الفضل و المقام و الشرف و الاحتشام فهو لعلي إلّا المستثنى. و الدنيا و الآخرة و ما في الدنيا و الآخرة لمحمد و علي، فالقيامة بأسرها لمحمد و علي. فللنبي منها حكم الظاهر و هو مقام الكرامة، كما قال: أنا زين القيامة و الشهادة على الخلائق، و إليه الإشارة بقوله: وَ جِئْنا بِكَ عَلى‌ هؤُلاءِ شَهِيداً [1] و الشفاعة لأهل البوائق، و إليه الإشارة بقوله: «أعددت شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» [2] و للولي حكم الباطن و هو وقوفه على النار، و قوله: «هذا لك و هذا لي‌ [3]، خذي هذا و ذري هذا». فيوم القيامة ليس إلّا شفيع و حاكم و شافع و قاسم، فالإله هو اللّه و الملك المرفوع في القيامة محمد و الحاكم المتصرّف عن أمر الملك و المالك هو علي، لأنه وال هناك عن أمر اللّه و أمر محمد. فملك يوم الدين و حكم يوم الدين، و التصرّف في ذلك اليوم مسلم إلى خير الوصيين و أمير المؤمنين، رغما على كيد المنافقين و غيظ المكذّبين، فعند ذلك أقبل الناس إليّ يزفون و بعرائس الجهل يزفون، و بي يتعرّضون و عن ودّي يعرضون، و بمقتي يعرضون و لما قلت ينكرون، و بنعمة اللّه يكفرون، و لما صدقته آراؤهم يصدقون، و لما صعب عليهم علمه و معرفته يطرحون، و به‌


[1] النساء: 41.

[2] صحيح الترمذي ح 2435 كتاب صفة القيامة.

[3] تقدّم الحديث.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست