responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 281

العلم الظاهر و الباطن، و أمر أن ينطق ينطق منه بالظاهر لا غير لئلا يتهموه بالكهانة و السحر و قد اتهم، و الولي أمر عن اللّه و عن رسوله أن ينطق بالظاهر و الباطن .. و إليه الإشارة بقوله:

علّمني رسول اللّه ألف باب من العلم ففتح اللّه لي من كل باب ألف باب‌ [1].

و هذا إشارة إلى علم الظاهر و الباطن، فمثال النبي و الولي في علم الظاهر و الباطن كمثل ملك اختار من عبيده عبدين فجعل أحدهما له سفيرا و الآخر نائبا و وزيرا، و خزن عندهما علم المملكة و ولّاهما حكمها، ثم أمر الملك سفيره أن لا يحكم بما و صل إليه و فوّض إليه إلّا بالظاهر من حكم الأديان لئلا يتّهمه أهل المملكة بالأخذ عن الكهان، و أمره أن يوصل علم الظاهر و الباطن إلى النائب الذي هو الوزير، و جعل له الحكم المطلق و ذلك لأن حكم الملك و السلطان قد وصلا إليه على الإطلاق، فهو مطلق العنان فيهما، فعلم أن قوله: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا. له معنيان، الأوّل أنه أعلى الموجودات لأنه قسيم النور الواحد الفائض عن الأحد فما فوقه إلّا ذات رب البريات، و سائر العوالم تحته من المخلوقات، و كيف يخفى الأدنى على ما هو منه؟ إلّا علي فمعناه لو كشف الغطاء و هو الحجاب عن هذا الجسد الترابي أو الغطاء من الجسم الفلكي ما ازددت يقينا على ما علمته في العالم النوراني من قبل خلق العرش و الكرسي.

و أما معناه الثاني فهو سرّ بديع فهو يقول (عليه السلام): «من عرفني من شيعتي بسرائر معرفتي»، و أنني اسم اللّه العظيم و وجهه الكريم و حجابه في هذا الهيكل الترابي و العالم البشري، و انني في الجسد المركب آية اللّه و كلمته في خلقه فإنه غدا إذا رآني لا يزداد في معرفتي يقينا لأنه لم يرتب فيّ من وراء الحجاب، فكيف يرتاب عند كشف الحجاب؟

و بيان هذا أن المخاطب بالقرآن النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و المراد به الأمة كذلك الولي هو الناطق و المراد به عارفيه لأن الأمة مضافة إلى النبيين، و التابعين مضافين إلى الولي، و إليه الإشارة بقوله سبحانه حكاية عن مؤمن آل فرعون: وَ ما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‌ [2] فهو المتكلّم و المراد به قومه لأنهم مضافين إليه، فقوله ما ازددت يقينا تكلّم (عليه السلام) بلسان‌


[1] بحار الأنوار: 22/ 462 ح 13.

[2] يس: 22.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست