responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 244

و عمل صالحا فله الجنة جزاء و عدلا، و إليه الإشارة بقوله: الَّذِينَ آمَنُوا [1] يعني يوم العهد المأخوذ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ‌ يعني في عالم التكليف كانت له جنّات الفردوس نزلا في عالم البعث و الجزاء، لأنهم و صلوا يوم المناداة بيوم الأعمال، فوصله اللّه بيوم المجازاة و حسن المآل.

فصل‌

و أما الطبع فلأن كل شكل يطلب طبعه و يميل إلى جنسه، و ينفر من ضدّه، و أما حكم الأنبياء فمنه قول يوسف (عليه السلام): مَعاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ‌ [2] فيوم القيامة ينزع اللّه ما كان في طينة المؤمن من الخبيث المجاور لها بالامتزاج معها من طينة النواصب من السيئات فيرد إلى النواصب لأنها له و منه و عليه، ثم ينادي: لا ظلم اليوم و ما ربّك بظلّام للعبيد، و إليه الإشارة و الحكمة بقوله: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ‌ [3] و لأنه كان اللّه قادرا أن يجعل كل جزء منها طيرا بذاته، و لكن القدرة و الحكمة و العدل اقتضى و صول كل جزء منها إلى جزئه! و في ذلك رمز دقيق و هو أن كل طبع يميل إلى طبعه ..

اعترض معترض فقال: هلا طاب الخبيث من الطين بمجاورة الطيب أو خبث الطيب بمجاورة الخبيث؟ قلنا: ليس من الطبع ما ليس في الطبع لأنه يوجد في قطعة الياقوت الأحمر الشفاف نقطة ترابية لم تنتقل بالمجاورة و طول الطبخ في المعادن الجوهرية، بل بقيت على حالها مظلمة فهي مظلمة إلى الأبد. و قد يوجد في الحجر المظلم مثل المغناطيس نقطة تشف ضياء و نورا، و هي مجاورة للظلمة و لم ينتقل إليها فتصير مظلمة، فكذا ما في مزاج المؤمن من طينة المنافق و بالعكس ... و إليه الإشارة بقوله: وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ [4] إنّما حملوا خطايا جوهرهم و سنخهم و ما هو منهم‌


[1] البقرة: 82.

[2] يوسف: 79.

[3] البقرة: 260.

[4] العنكبوت: 12.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست