responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 206

دين له، و من لا دين له فهو كافر، فمن أنكر من لوازم الإمامة و أسرارها ما يجب على المولى المطلق إثباته ممّا وردت به النصوص عنهم و لو حرفا واحدا فهو كافر.

فصل [معنى الإمامة و جنسها]

و بيان المدعى أنّا نقول في تعريف الإمامة و بيان جنسها و فصولها: الإمامة رئاسة عامة.

هذا جنس يقتضي فصولا أربعة: التقدّم، و العلم، و القدرة، و الحكم؛ و إذا انتقصت هذه الفصول انتقص الجنس، فلا تعريف، إذا فلا معرفة، فلا رئاسة عامة فلا إمامة، و هي رئاسة عامة، فالولي هو المتقدّم العام الحاكم المتصرّف على الإطلاق بالنسبة إلى الخلق.

أما تقدّمه فلأن الولاية هي العلّة الغائية في كمال الأصول و الفروع، و المعقول و المشروع، فلها التقدّم بالفرض و التأخّر بالحكم، لأن الولي المطلق هنا هو الإنسان الذي يلبسه اللّه خلعة الجمال و الكمال، و يجعل قلبه مكان مشيئته و علمه، و يلبسه قباء التصرّف و الحكم، فهو الأمر الإلهي في العالم البشري، فهو كالشمس المنيرة التي جعل اللّه فيها قوّة النور و الحياة، و الإشراق و الإحراق، فهي الضوء لأهل الدقور [1]، و إليه الإشارة بقولهم: «الحق مقاماتك و آياتك و علاماتك، لا فرق بينها و بينك» [2].

التأنيث في الضمير راجع إلى ذواتهم التي هي صفات الحق و الجمال المطلق، و قوله:

«إلّا أنّهم عبادك» [3]، الضمير هنا عائد إلى أجسادهم المقدّسة، و هياكلهم المعصومة المطهّرة التي هي وعاء الأمر الإلهي، و جمال النور القدسي. و سبب الفرق و النفي موجب لثبات خواص الربوبية لهم، لأن الربّ القديم جل جلاله حكم عدل نافذ الحكم، غني عن الظلم، لا يتوهّم ولايتهم، و الولي المطلق كذلك.

و هذه الصفات كلية، و الكلي لا يمنع من وقوع الشركة، لأنه مقول على كثيرين مختلفين‌


[1] كذا بالأصل.

[2] البحار: 95/ 393، و الإنسان الكامل: 128.

[3] إقبال الأعمال: 3/ 214.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 206
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست