responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 182

و بجلالي أقسمت، أنه لا يتولّى عليا عبد من عبادي إلّا زحزحته عن النار، و أدخلته جنّتي، و لا يعدل عن ولايته إلّا من أبغضته، و أدخلته ناري‌ [1].

فمن زحزح عن النار- التي هي بغض علي- و أدخل الجنة- التي هي حب علي- فقد فاز- لأن النجاة من النار و دخول الجنة بالإيمان، و الدرجات بالصالحات، من الأعمال، و الإسلام و الإيمان حب علي، لأن كمال الإسلام الإيمان، فلا إسلام حقيقي إلّا بالإيمان، بل الإسلام الحقيقي هو الإيمان، و الإيمان الحقيقي حبّ علي، و إليه الإشارة بقوله: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ‌ [2] و ذلك أن الإسلام هو الإيمان، و الإيمان تمامه و كماله حبّ علي، فلا إيمان إلّا بحبّ علي، و لا نجاة إلّا به.

دليله أيضا قوله: وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ‌ [3]، و المراد بهذا الإسلام حب علي، لأنه أين كان الإيمان كان الإسلام من غير عكس، فكل مؤمن مسلم، و إليه الإشارة بقوله سبحانه: قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَ لكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا [4] فالإسلام بغير الإيمان لا ينجي، لأن الأعمال بخواتيمها، و خواتيم الشرائع الإسلام، و خواتيم الإسلام الإيمان، و ختم الإيمان حبّ علي، فحب علي خاتمة كل دين. و عين كل يقين، فحبّه الجنّة، و بغضه النار، دليل ذلك ما رواه صاحب الأمالي: أن جبرائيل نزل على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فقال له: يا محمد السلام يقرئك السلام و يقول لك: خلقت السّماوات السبع و ما فيهنّ، و الأرضين السبع و ما بينهن، و ما خلقت موضعا أكرم من الركن و المقام، و لو أن عبدا عبدني هناك منذ خلقت السّماوات و الأرض، ثم لقيني يوم القيامة جاحدا لعلي حقّا لأكببته في سقر [5].

و يؤيّد ذلك ما ورد عنه (صلّى اللّه عليه و آله): و ليلة أسري بي إلى السماء وجدت اسم علي مقرونا باسمي في أربع مواضع: الأوّل وجدت على صخرة بيت المقدس مكتوبا لا إله إلّا أنا وحدي، محمد رسولي من خلقي أيّدته بوزيره و نصرته به. قال: فقلت: يا جبريل و من وزيري؟ فقال: علي‌


[1]- بحار الأنوار: 38/ 98 ح 17 عن الأمالي بتفاوت.

[2]- آل عمران: 19.

[3]- آل عمران: 85.

[4]- الحجرات: 14.

[5]- بحار الأنوار: 27/ 167 ح 3 و فيه لولاية علي.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست