responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 176

فصل [حقيقة الإمام و الإمامة]

و إذا عرف الناس من معنى علي العلي، إنّما شاهدوا منه ليثا جائلا، و هزبرا صائلا، و غضبا قاتلا، و بليغا قائلا، و حاكما بالحق قاضيا، و غيثا هاملا، و نورا كاملا، فشهدوا صورة الجسم، و موقع الاسم، ذلك مبلغهم من العلم! و ما عرفوا أنه الكلمة التي بها تمّت الأمور، و دهرت الدهور، و الاسم الذي هو روح كل شي‌ء، و الهاء التي في هوية كل موجود، و باطن كل مشهود، و إن الذي خرج إلى حملة العرش من معرفة آل محمد مع قربهم من حضرة العظمة و الجلال كالقطرة من البحر، و ذلك لأن ذات اللّه تعالى غير معلومة للبشر كما مرّ، فلم يبق إلّا معرفة الصفات، و الناس في معرفتها قسمان: قسم حظّهم منها الذكر لها و التقديس بها، فجعلوها في السرّ أورادهم، و مركبهم إلى مطلبهم و مرادهم، فتجلّى عليهم نور الجمال، من سبحات الجلال، فصاروا في القميص البشرية، أشخاصا سماوية، تخضع لهم السباع، و تذلّ لهم الضباع.

و هذا سرّ [1] تلاوة الأسماء؛ و كذلك الناس في معرفة آل محمد؛ قسم عرفوا أنهم أولياء اللّه و الوسيلة إلى عفوه و رضاه، فقدموهم في حاجتهم لديه، و توسّلوا بهم إليه؛ و قسم عرفوا أنّهم الكلمة الكبرى، و الآية العظمى، لأن أقرب الصفات إلى حضرة الأحدية، جمال الوحدانية؛ لأن الواحد إما أن يكون أوّل الأعداد و منبع الآحاد، و الواحد الفاضل عن الاثنين؛ و هو الذي لا يكون زوجا و لا فردا؛ ذلك هو الأحد الحق .. و أما الواحد الذي هو منبع الموجودات؛ فهو الواحد المطلق‌ [2] الذي لا يحدّ و لا يعدّ؛ و لا لأمره دفع؛ و لا لسلطانه نفاد،


[1] في الأصل المطبوع: أثر بدلا «عن سر» النسخة الخطية.

[2] في النسخة المخطوطة: و الأمر المتصل من الواحد إلى الأحد هو روح الحق و معنى سائر الخلق و هي الكلمة.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست