اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي الجزء : 1 صفحة : 175
به بغير واسطة، ممّا لم ينله ملك مقرّب و لا نبي مرسل، و أن ذلك كله وصل إلى أمير المؤمنين و رآه كما رآه، و إليه الإشارة بقوله: «إنك ترى ما أرى و تسمع ما أسمع» [1] فما عرف اللّه سبحانه من جميع الخلائق بهذه المعرفة إلّا هم، و كذلك ما عرف محمدا و عليا على ما هم عليه إلّا اللّه الذي أوجدهم من نور عظمته، و خصّهم بسرّه و كرامته، و جعلهم في علو المقام تحت ذاته، و فوق جميع مخلوقاته؛ و من ذا الذي يحصي عدد أوراق الأشجار، و قطرات الأمطار، و ذرّات القفار، و رشحات البحار؟!
و وجه آخر في معنى قوله: ما عرف اللّه إلّا أنا و أنت، و المراد أنه ليس بيننا و بين اللّه واسطة من المخلوقات، بل نحن أوّل المخلوقات و الخلائق، و عين الحقائق، و نحن في مقامنا اللاحق سادة العبيد، و عبيد الحق.