responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 103

فصل [موالاة علي و عدم إدراك كنهه (عليه السلام)‌]

أيّها الطائر في جو التقليد لا يأوي على غدران الحكماء، و لا يرتع في رياض العلماء، و لا ينبت في قلبه حبّ الحب، و لا يثبت إلّا في محجبات الكتاب، إلى متى أنت بعيد عن النور؟ محجوب عن السرور، غافل عن أسرار السطور، مكبّ على النظر في سواد المسطور، أما أسمعك منادي الرحمن؟ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ قُلُوبٍ أَقْفالُها [1]، إلى متى أنت كشارب ماء البحر كلّما ازداد شربا ازداد عطشا؟ أ لم تعلم أن اللّه سبحانه خلق تسع عشر ألف عالم و ألف ألف عالم مبدؤها نور الحضرة المحمدية و سرّها الولاية الإلهية و ختمها الخلافة المهدية و العصمة الفاطمية؟ و ذلك كلّه فاض عن الكلمة الإلهية (الغيب) و هو ألف غير معطوف كما قالوا: (1111) ألف معطوف، و ألف غير معطوف، و ألف عنده الوقوف، و ألف هو منتهى الألوف، خلقها و هو غني عن خلقها، و سلمها إلى الولي الكامل لأنه وليه الذي أقامه في الخلق مقامه، فهو الولي المطلق و المتصرّف العادل، فلا يسأل عمّا يفعل، و كيف يسأل المؤيّد بالحكمة؟ المخصوص بالعصمة، الذي يريد اللّه ما يفعل لأن فعله الحق، و العدل، و يفعل اللّه ما يريد، لأنه لا يريد إلّا ما يريد اللّه، لأن قلبه مكان مشيئة اللّه، أوجده موجد الكل قبل الكل، و أوجد لأجله الكل و اختاره على الكل، و ولّاه أمر الكل و حكمه على الكل، فهو الكلمة التامة، و الحاكم يوم الطامة، و كيف لا يكون كذلك و شيعته غدا بيض الصحائف، خضر الملابس، آمنين من العذاب، يدخلون الجنة بغير حساب.

دليل ذلك ما رواه صاحب كتاب الأربعين عن أنس بن مالك قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد يا علي يا ولي، يا سيّد يا صدّيق يا ديّان يا هادي، يا زاهد يا فتى يا طيب يا طاهر، مرّ أنت و شيعتك إلى الجنة، بغير حساب.


[1] محمد: 24.

اسم الکتاب : مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين(ع) المؤلف : حافظ رجب البرسي    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست