responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسند الإمام العسكري أبي محمد الحسن بن علي(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 1  صفحة : 207

بهدينا و نسكنا، فاشتد ذلك على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) لما اتصل به عنهم و كره قبلتهم و أحب الكعبة، فجاءه جبرئيل (عليه السلام) فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): يا جبرئيل! لوددت لو صرفني اللّه عن بيت المقدس إلى الكعبة فقد تأذيت بما يتصل بي من قبل اليهود من قبلتهم.

فقال جبرئيل (عليه السلام): فاسأل ربّك أن يحولك إليها فانه لا يردك عن طلبتك و لا يخيبك من بغيتك، فلما استتم دعاءه، صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته فقال: اقرأ يا محمّد «قَدْ نَرى‌ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ» الآيات.

فقال اليهود- عند ذلك: «ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها»؟ فأجابهم اللّه احسن جواب فقال: «قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ» و هو يملكهما و تكليفه التحويل الى جانب كتحويله لكم الى جانب آخر «يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» و هو أعلم بمصلحتهم و تؤديهم طاعتهم الى جنات النعيم.

قال أبو محمّد (عليه السلام): و جاء قوم من اليهود الى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فقالوا: يا محمّد هذه القبلة بيت المقدس قد صليت إليها أربعة عشر سنة ثم تركتها الآن، أ فحقا كان ما كنت عليه فقد تركته الى باطل فان ما يخالف الحق باطل؟! أو باطلا كان ذلك فقد كنت عليه طول هذه المدة فما يؤمننا أن تكون الآن على باطل؟

فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): بل ذلك كان حقا و هذا حق، يقول اللّه:

«قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَ الْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» اذا عرف صلاحكم أيها العباد في استقبالكم المشرق أمركم به، و اذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، و ان عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به، فلا تنكروا تدبير اللّه في عباده و قصده الى مصالحكم.

ثم قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله): لقد تركتم العمل يوم السبت ثم عملتم بعده سائر الأيام، ثم تركتموه في السبت ثم عملتم بعده، أ فتركتم الحق الى الباطل،

اسم الکتاب : مسند الإمام العسكري أبي محمد الحسن بن علي(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست