اسم الکتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله الجزء : 21 صفحة : 426
1881- عنه قال الصادق (عليه السلام) السخاء من أخلاق الأنبياء و هو عماد الإيمان و لا يكون مؤمن إلا سخيا و لا يكون سخيا إلا ذو يقين و همة عالية لأن السخاء شعاع نور اليقين و من عرف ما قصد هان عليه ما بذل.
و قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) و ما جبل ولي اللّه إلا على السخاء ما يقع على كل محبوب أقله الدنيا و من علامة السخاء أن لا يبالي من أصحاب آكل الدنيا و من ملكها مؤمنا أو كافرا و عاصيا أو مطيعا شريفا أو وضيعا يطعم غيره و يجوع و يكسو غيره و يعرى و يعطي غيره و يمتنع من قبول عطاء غيره و يمن بذلك و لا يمتن و لو ملك الدنيا بأجمعها لم ير نفسه فيها إلا أجنبيا و لو بذلها في ذات اللّه عز و جل في ساعة واحدة ما مل.
قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) السخي قريب من اللّه قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار و البخيل بعيد من اللّه بعيد من الناس بعيد من الجنة قريب من النار و لا يسمى سخيا إلا الباذل في طاعة اللّه و لوجهه و لو برغيف أو شربة ماء.
قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) السخي بما ملك و أراد به وجه اللّه و أما السخي في معصية اللّه فحمال سخط اللّه و غضبه و هو أبخل الناس على نفسه فكيف لغيره حيث اتبع هواه و خالف أمر اللّه قال اللّه عز و جل: «وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ».
و قال النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) يقول ابن آدم ملكي ملكي و مالي مالي يا مسكين أين كنت حيث كان الملك و لم تكن و هل لك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأبقيت إما مرحوم به و إما معاقب عليه فاعقل أن لا يكون مال غيرك أحب إليك من مالك فقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ما قدمت فهو للمالكين و ما أخرت فهو للوارثين و ما معك فما لك عليه سبيل سوى
اسم الکتاب : مسند الإمام الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد(ع) المؤلف : العطاردي، الشيخ عزيز الله الجزء : 21 صفحة : 426