responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام المؤلف : الفاضل الكاظمي    الجزء : 4  صفحة : 147

السباع أو جوارح الطير.

و قيل: انّ المراد بها مطلق الجوارح من السّباع ذوات الأربع و الطيور و إطلاق المكلبين باعتبار كون المعلّم في الأغلب كلبا و لانّ كلّ سبع يسمّى كلبا لقوله [1] (صلى اللّه عليه و آله و سلم): سلّط عليه كلبا من كلابك فأكله الأسد.

و فيه نظر إذ هو خلاف ظاهر الآية و إطلاق الكلب على غيره من السباع تجوّز بلا خلاف فلا يكون داخلا تحته مع الإطلاق و قد تظافرت أخبارنا عن أئمتنا (عليهم السلام) باختصاص حلية ما ذبحه الكلب المعلم دون غيره من الجوارح.

فان قيل: هب انّ المذكور في الآية اباحة الصيد بالكلب لكن تخصيصه بالذّكر لا ينفى حلّ غيره لجواز الاصطياد بالرّمي و الشبكة و نحوهما مع سكوت الآية عنها.

قلنا: ظاهر انّ الآية إذا دلّت على حلية مقتول الكلب كان حلّية ما عداه يتوقف على الدليل و الأصل عدمه و في مجمع البيان: و روى عن علىّ بن إبراهيم في تفسيره بإسناده عن أبى بكر الحضرمي عن أبى عبد اللّه (عليه السلام) قال: سألته عن صيد البزاة و الصقور و الفهود و الكلاب فقال: لا تأكل إلّا ما ذكّيت الّا الكلاب قلت: فان قتله؟- قال: كل: فانّ اللّه يقول: وَ مٰا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوٰارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمّٰا عَلَّمَكُمُ اللّٰهُ فكلوا مما أمسكن عليكم وَ اذْكُرُوا اسْمَ اللّٰهِ عَلَيْهِ. ثمّ قال (عليه السلام): كل شيء من السباع يمسك الصيد على نفسها الا الكلاب المعلمة فإنّها تمسك على صاحبها و قال: إذا أرسلت الكلب المعلم فاذكر اسم اللّه عليه فهو ذكاته و هو أن يقول: بسم اللّه و اللّه أكبر.

«تُعَلِّمُونَهُنَّ» حال ثانية أو استيناف «مِمّٰا عَلَّمَكُمُ اللّٰهُ» من الحيل و طرق التأديب فيصرن معلمة بتعليمكم أو ممّا علمكم اللّه من اتباع الكلب الصّيد بإرسال صاحبه و انزجاره بزجره و فيه دلالة على أنّ صيد غير المعلم حرام الا أن يدرك ذكاته فيذكّيه


[1] انظر القصة و دعاء النبي (ص) على عتبة بن أبى لهب و افتراس الأسد إياه في تفسير سورة النجم مجمع البيان ج 5، ص 172، و الدر المنثور ج 6، ص 121- 122، و الكشاف ج 4، ص 418.

اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام المؤلف : الفاضل الكاظمي    الجزء : 4  صفحة : 147
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست