responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام المؤلف : الفاضل الكاظمي    الجزء : 4  صفحة : 137

و كمودها و بقائها على الهيئة الأصليّة بالموت كأنّها جسد لا روح فيه و قيل: أراد به احياء أهل الأرض بإخراج الأقوات و غيرها ممّا تحيي بها نفوسهم.

«وَ بَثَّ فِيهٰا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ» أي فرّق فيها من كلّ حيوان يدبّ و أراد بذلك خلقها في مواضع مترقّبة فهو عطف على أحيا لأنّ الدّواب ينمين بالخصب و يعشن بالماء و يحتمل عطفه على أنزل.

«وَ تَصْرِيفِ الرِّيٰاحِ» في مهابّها و أحوالها اى تقلبها في جهات العالم على حسب المصالح شمالا و جنوبا و شرقا و غربا أى صباء و دبورا و على كيفيّات مختلفة حارّة و باردة و عاصفة و رخاء، و قرأ حمزة و الكسائي على الافراد.

«وَ السَّحٰابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ» فلا ينزل و لا يتقشّع مع انّ الطّبع يقتضي أحدهما حتّى يأتي أمر اللّه و قيل: تسخير الرّياح تقليبه في الجوّ بمشيّته «لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» يتفكّرون فيها و ينظرون إليها بعيون عقولهم و فيها دلالة على جواز الرّكوب في البحر و الانتفاع بسمكه و طيره إلّا ما أخرجه الدّليل.

و فيها أيضا دلالة ظاهرة على وجود الإله و وحدته و حكمته و قدرته من وجوه شتّى يطول شرحها و الحاصل انّ المذكور أمور ممكنة وجد كلّ منها على وجه مخصوص من بين وجوه مختلفة فلا بدّ لها من موجد قادر حكيم يوجدها على ما تستدعيه حكمته و تقتضيه مشيّته متعاليا عن معارضة غيره و إلّا لم يتمّ الصّنع على الوجه البديع و النّظام العجيب.

و إنّما خصّ الايات الثمانية بالذّكر مع أنّ سائر الأجسام و الأعراض مستوية في الاستدلال بها على وجود الصّانع بل كلّ ذرّة من الذّرات لأنّها جامعة بين كونها دلائل و بين كونها نعما على المكلّفين، و متى كانت الدلائل كذلك، كانت أنجع في القلوب و أشدّ تأثيرا في الخواطر و عنه (صلّى اللّه عليه و آله): ويل لمن قرء هذه الآية فمجّ بها اى لم يتفكّر فيها و لم يعتبر بها و فيها تنبيه على شرف علم الكلام و الحثّ على البحث و النّظر فيه.

اسم الکتاب : مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام المؤلف : الفاضل الكاظمي    الجزء : 4  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست