responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 645

(1) - «لَيَكُونُنَّ أَهْدى‌ََ» إلى قبول قوله و اتباعه «مِنْ إِحْدَى اَلْأُمَمِ» الماضية يعني اليهود و النصارى و الصابئين «فَلَمََّا جََاءَهُمْ نَذِيرٌ» محمد ص «مََا زََادَهُمْ» مجيئه «إِلاََّ نُفُوراً» أي تباعدا عن الهدى و هربا من الحق و المعنى أنهم ازدادوا عند مجيئه نفورا} «اِسْتِكْبََاراً» أي تكبرا و تجبرا و عتوا على الله و أنفة من أن يكونوا تبعا لغيرهم «فِي اَلْأَرْضِ وَ مَكْرَ اَلسَّيِّئِ» أي و قصد الضرر بالمؤمنين و المكر السيئ كل مكر أصله الكذب و الخديعة و كان تأسيسه على فساد لأن من المكر ما هو حسن و هو مكر المؤمنين بالكافرين إذا حاربوهم من الوجه الذي يحسن أن يمكروا بهم‌فالمراد به هاهنا المكر برسول الله ص و بأهل دينه و أضيف المصدر إلى صفة المصدر فالتقدير و مكروا المكر السيئ بدلالة قوله «وَ لاََ يَحِيقُ اَلْمَكْرُ اَلسَّيِّئُ إِلاََّ بِأَهْلِهِ» و المعنى لا ينزل جزاء المكر السيئ إلا بمن فعله «فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاََّ سُنَّتَ اَلْأَوَّلِينَ» أي فهل ينتظرون إلا عادة الله تعالى في الأمم الماضية أن يهلكهم إذا كذبوا رسله و ينزل بهم العذاب و يحل عليهم النقمة جزاء على كفرهم و تكذيبهم فإن كانوا ينتظرون ذلك «فَلَنْ تَجِدَ» يا محمد «لِسُنَّتِ اَللََّهِ تَبْدِيلاً» أي لا يغير الله عادته من عقوبة من كفر نعمته و جحد ربوبيته و لا يبدلها «وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اَللََّهِ تَحْوِيلاً» فالتبديل تصيير الشي‌ء مكان غيره و التحويل تصيير الشي‌ء في غير المكان الذي كان فيه و التغيير تصيير الشي‌ء على خلاف ما كان‌} «أَ وَ لَمْ يَسِيرُوا فِي اَلْأَرْضِ» أي أ لم يسر هؤلاء[الكفار]الذين أنكروا إهلاك الله الأمم الماضية في الأرض «فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كََانَ عََاقِبَةُ اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ» أي كيف أهلك الله المكذبين من قبلهم مثل قوم لوط و عاد و ثمود فيعتبروا بهم «وَ كََانُوا» و كان أولئك «أَشَدَّ مِنْهُمْ» أي من هؤلاء «قُوَّةً وَ مََا كََانَ اَللََّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْ‌ءٍ» أي لم يكن الله يفوته شي‌ء «فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ لاََ فِي اَلْأَرْضِ إِنَّهُ كََانَ عَلِيماً» بجميع الأشياء «قَدِيراً» على ما لا نهاية له ثم من سبحانه على خلقه بتأخيره العقاب عنهم فقال‌} «وَ لَوْ يُؤََاخِذُ اَللََّهُ اَلنََّاسَ بِمََا كَسَبُوا» من الشرك و التكذيب لعجل لهم العقوبة و هو قوله «مََا تَرَكَ عَلى‌ََ ظَهْرِهََا مِنْ دَابَّةٍ» و الضمير عائد إلى الأرض و إن لم يجر لها ذكر لدلالة الكلام على ذلك و العلم الحاصل به «وَ لََكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلى‌ََ أَجَلٍ مُسَمًّى» و الآية مفسرة في سورة النحل «فَإِذََا جََاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اَللََّهَ كََانَ بِعِبََادِهِ بَصِيراً» أي هو بصير بمكانهم فيؤاخذهم حيث كانوا و قيل بصيرا بأعمالهم فيجازيهم عليها.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 645
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست