responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 641

(1) - على بناء الفعل للمفعول به فحجته أن ما قبله «لاََ يُقْضى‌ََ عَلَيْهِمْ» و «لاََ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ» و الوجه في قراءة «بَيِّنَةٍ» على الإفراد أنه يجعل ما في الكتاب أو ما يأتي به النبي ص بينة كما قال‌ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى‌ََ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي و قَدْ جََاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ و من قرأ بالجمع فإن لكل نبي بينة فإذا جمعوا جمعت البينة بجمعهم على أن في الكتاب ضروبا من البينة فجمع لذلك.

اللغة

الاصطراخ الصياح و النداء بالاستغاثة افتعال من الصراخ قلبت التاء طاء لأجل الصاد الساكنة قبلها و إنما فعل ذلك لتعديل الحروف بحرف وسط بين حرفين يوافق الصاد في الاستعلاء و الإطباق و يوافق التاء في المخرج و المقت البغض مقته يمقته و هو ممقوت و مقيت .

الإعراب‌

«فَيَمُوتُوا» جواب النفي و يموتوا منصوب بإضمار أن‌و علامة النصب سقوط النون «مََا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» الموصول و الصلة في محل النصب على أنه ظرف زمان لأن المعنى أو لم نعمركم زمانا طويلا يتذكر فيه من تذكر و الهاء فيه يعود إلى ما و قل ما يجي‌ء ما في معنى الظرف و هو اسم و إنما يجي‌ء حرفا مصدريا.

ـ

المعنى‌

لما قدم سبحانه ذكر ما أعده لأهل الجنة من أنواع الثواب عقبه بذكر ما أعده للكفار من أليم العقاب فقال «وَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» بوحدانية الله و جحدوا نبوة نبيه «لَهُمْ نََارُ جَهَنَّمَ» جزاء على كفرهم «لاََ يُقْضى‌ََ عَلَيْهِمْ» بالموت «فَيَمُوتُوا» فيستريحوا «وَ لاََ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذََابِهََا» أي و لا يسهل عليهم عذاب النار «كَذََلِكَ» أي و مثل هذا العذاب و نظيره «نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ» جاحد كثير الكفران مكذب لأنبياء الله‌} «وَ هُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهََا» أي يتصايحون بالاستغاثة يقولون «رَبَّنََا أَخْرِجْنََا» من عذاب النار «نَعْمَلْ صََالِحاً» أي نؤمن بدل الكفر و نطع بدل المعصيةو المعنى ردنا إلى الدنيا لنعمل بالطاعات التي تأمرنا بها «غَيْرَ اَلَّذِي كُنََّا نَعْمَلُ» من المعاصي فوبخهم الله تعالى فقال «أَ وَ لَمْ نُعَمِّرْكُمْ مََا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ» أي أ لم نعطكم من العمر مقدار ما يمكن أن يتفكر و يعتبر و ينظر في أمور دينه و عواقب حاله من يريد أن يتفكر و يتذكر و اختلف في هذا المقدار فقيل هو ستون سنة و هو المروي‌ عن أمير المؤمنين (ع) قال العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة و هو إحدى الروايتين عن ابن عباس و روي عن النبي ص أيضا مرفوعا أنه قال من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه‌ و قيل هو أربعون سنة عن ابن عباس و مسروق و قيل هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة عن وهب و قتادة و روي ذلك عن الصادق (ع) «وَ جََاءَكُمُ اَلنَّذِيرُ» أي المخوف من عذاب الله و هو محمد ص عن ابن زيد و الجبائي و جماعة و قيل النذير القرآن عن زيد بن علي و قيل النذير الشيب عن عكرمة و سفيان بن عيينة و منه قيل:

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 641
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست