responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 611

(1) -

الإعراب‌

«اَلَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ» العائد من الصلة إلى الموصول محذوف و التقدير ألحقتموهم به و «شُرَكََاءَ» حال من هم المحذوف و «كَافَّةً» حال من الكاف في «أَرْسَلْنََاكَ» أي ما أرسلناك إلا تكفهم و تردعهم و قيل في الكلام تقديم و تأخير أي و ما أرسلناك إلا للناس كافة و كافة كالعافية و العاقبة و ما أشبه ذلك «بَشِيراً» حال بعد حال و «نَذِيراً» معطوف عليه.

ـ

المعنى‌

ثم أمر سبحانه أن يحاكمهم إلى الله لإعراضهم عن الحجة فقال «قُلْ» يا محمد «يَجْمَعُ بَيْنَنََا رَبُّنََا» يوم القيامة «ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنََا» أي يحكم «بِالْحَقِّ وَ هُوَ اَلْفَتََّاحُ» أي الحاكم «اَلْعَلِيمُ» بالحكم لا يخفى عليه شي‌ء منه‌} «قُلْ» يا محمد «أَرُونِيَ اَلَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكََاءَ» إنما ذكر هذا سبحانه على وجه التعظيم و التعجيب‌أي أروني الذين زعمتم أنهم شركاء لله تعبدونهم معه و هذا كالتوبيخ لهم فيما اعتقدوه من الإشراك مع الله كما يقول القائل لمن أفسد عملا أرني ما عملته توبيخا له بما أفسده فإنهم سيفتضحون بذلك إذا أشاروا إلى الأصنام ثم قال سبحانه «كَلاََّ» أي ليس كما تزعمون و قيل معناه ارتدعوا عن هذا المقال و تنبهوا من الغي و الضلال «بَلْ هُوَ اَللََّهُ اَلْعَزِيزُ» أي القادر الذي لا يغالب «اَلْحَكِيمُ» في جميع أفعاله فكيف يكون له شريك ثم بين سبحانه نبوة نبيه ص فقال‌} «وَ مََا أَرْسَلْنََاكَ» يا محمد بالرسالة التي حملناكها «إِلاََّ كَافَّةً لِلنََّاسِ» أي عامة للناس كلهم العرب و العجم و سائر الأمم عن الجبائي و غيره و يؤيده‌ الحديث المروي عن ابن عباس عن النبي ص أعطيت خمسا و لا أقول فخرا بعثت إلى الأحمر و الأسود و جعلت لي الأرض طهورا و مسجدا و أحل لي المغنم‌و لا يحل لأحد قبلي و نصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر و أعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي يوم القيامة و قيل معناه جامعا للناس بالإنذار و الدعوة و قيل كافأ للناس أي مانعا لهم عما هم عليه من الكفر و المعاصي بالأمر و النهي و الوعيد و الإنذار و الهاء للمبالغة عن أبي مسلم «بَشِيراً» لهم بالجنة «وَ نَذِيراً» بالنار «وَ لََكِنَّ أَكْثَرَ اَلنََّاسِ لاََ يَعْلَمُونَ» رسالتك لإعراضهم عن النظر في معجزتك و قيل لا يعلمون ما لهم في الآخرة في اتباعك من الثواب و النعيم و ما عليهم في مخالفتك من العذاب الأليم ثم حكى سبحانه عن الكفار فقال «وَ يَقُولُونَ مَتى‌ََ هََذَا اَلْوَعْدُ» الذي تعدوننا به «إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ» فيما تقولونه يا معشر

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 611
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست