responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 610

(1) - ذلك «قُلِ اَللََّهُ» الذي يرزقكم «وَ إِنََّا أَوْ إِيََّاكُمْ لَعَلى‌ََ هُدىً أَوْ فِي ضَلاََلٍ مُبِينٍ» إنما قال ذلك على وجه الإنصاف في الحجاج دون الشك كما يقول القائل لغيره أحدنا كاذب و إن كان هو عالما بالكاذب و على هذا يقول أبو الأسود الدئلي يمدح أهل البيت (ع) :

يقول الأرذلون بنو قشير # طوال الدهر لا تنسى عليا

بنو عم النبي و أقربوه # أحب الناس كلهم إليا

فإن يك حبهم رشدا أصبه # و لست بمخطئ إن كان غيا

لم يقل هذا لكونه شاكا في محبتهم و قد أيقن أن محبتهم رشد و هدى و قيل إنه جمع بين الخبرين و فوض التمييز إلى العقول فكأنه قال أنا على هدى و أنتم على ضلال كقول امرئ القيس :

كان قلوب الطير رطبا و يابسا # لدى وكرها العناب و الحشف البالي‌

فجمع بين القلوب الرطبة و اليابسة و جمع بين العناب و الحشف البالي و قيل إنما قاله على وجه الاستعطاف و المداراة ليسمع الكلام و هذا من أحسن ما ينسب به المحق نفسه إلى الهدى و خصمه إلى الضلال لأنه كلام من لا يكاشف خصمه بالتضليل بل ينسبه إليه على أحسن وجه و يحثه على النظر و لا يجب النظر إلا بعد التردد} «قُلْ» يا محمد إذا لم ينقادوا للحجة «لاََ تُسْئَلُونَ» أيها الكفار «عَمََّا أَجْرَمْنََا» أي اقترفنا من المعاصي «وَ لاََ نُسْئَلُ» نحن «عَمََّا تَعْمَلُونَ» أي تعملونه أنتم بل كل إنسان يسأل عما يعمله و يجازى على فعله دون فعل غيره و في هذا دلالة على أن أحدا لا يجوز أن يؤخذ بذنب غيره.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 610
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست