responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 590

(1) -

الإعراب‌

«لِيَجْزِيَ اَلَّذِينَ آمَنُوا» يتعلق بقوله «لاََ يَعْزُبُ» .

المعنى‌

«اَلْحَمْدُ لِلََّهِ» معناه قولوا الحمد لله و هو تعريف لوجوب الشكر على نعم الله سبحانه و تعليم لكيفية الشكر «اَلَّذِي لَهُ مََا فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ مََا فِي اَلْأَرْضِ» أي الذي يملك التصرف في جميع ما في السماوات و جميع ما في الأرض ليس لأحد الاعتراض عليه و لا منعه «وَ لَهُ اَلْحَمْدُ فِي اَلْآخِرَةِ» أي هو المستحق للحمد على أفعاله الحسنى في الدارين لكونه منعما فيهما و الآخرة و إن كانت ليست بدار تكليف فلا يسقط فيها الحمد و الاعتراف بنعم الله تعالى بل العباد ملجئون إلى ذلك لمعرفتهم الضروري بنعم الله عليهم من الثواب و العوض و ضروب التفضل و من حمد أهل الجنة قولهم‌ اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي هَدََانََا لِهََذََا و اَلْحَمْدُ لِلََّهِ اَلَّذِي صَدَقَنََا وَعْدَهُ و قيل إنما يحمده أهل الجنة لا على جهة التعبد لكن على جهة السرور و التلذذ بالحمد و لا يكون بالحمد عليهم فيه تعب و لا مشقة و قيل يحمده أهل الجنة على نعمه و فضله و يحمده أهل النار على عدله «وَ هُوَ اَلْحَكِيمُ» في جميع أفعاله لأنها كلها واقعة على وجه الحكمة «اَلْخَبِيرُ» بجميع المعلومات‌} «يَعْلَمُ مََا يَلِجُ فِي اَلْأَرْضِ» أي ما يدخل فيها من مطر و كنز أو ميت «وَ مََا يَخْرُجُ مِنْهََا» من زرع و نبات أو جواهر أو حيوان «وَ مََا يَنْزِلُ مِنَ اَلسَّمََاءِ» من مطر أو رزق أو ملك «وَ مََا يَعْرُجُ» أي يصعد «فِيهََا» من الملائكة و أعمال العبادفهو يجري جميع ذلك على تقدير تقتضيه الحكمة و تدبير توجبه المصلحة «وَ هُوَ اَلرَّحِيمُ» بعباده مع علمه بما يعملون من المعاصي فلا يعاجلهم بالعقوبة و يمهلهم للتوبة «اَلْغَفُورُ» أي الساتر عليهم ذنوبهم في الدنيا المتجاوز عنها في العقبي كما قال‌ وَ يَغْفِرُ مََا دُونَ ذََلِكَ لِمَنْ يَشََاءُ «وَ قََالَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا» يعني منكري البعث و النشور «لاََ تَأْتِينَا اَلسََّاعَةُ» يعني القيامة «قُلْ» لهم يا محمد «بَلى‌ََ وَ رَبِّي» أي و حق الله ربي الذي خلقني و أوجدني «لَتَأْتِيَنَّكُمْ» القيامة «عََالِمِ اَلْغَيْبِ» يعمل كل شي‌ء يغيب عن العباد علمه «لاََ يَعْزُبُ عَنْهُ» أي لا يفوته «مِثْقََالُ ذَرَّةٍ فِي اَلسَّمََاوََاتِ وَ لاََ فِي اَلْأَرْضِ» بل هو عالم بجميع ذلك «وَ لاََ أَصْغَرُ مِنْ ذََلِكَ وَ لاََ أَكْبَرُ إِلاََّ فِي كِتََابٍ مُبِينٍ» يعني اللوح المحفوظ و قد مضى هذا مفسرا في سورة يونس كذب الله سبحانه في هذه الآية الكفار الجاحدة للبعث و بين أن القيامة آتية كائنة لا محالة و أمر رسوله ص بأن يحلف على ذلك تأكيدا له ثم مدح نفسه بأنه يعلم ما غاب عن العباد علمه مما هو كائن أو سيكون و لم يوجد بعد ثم قال‌} «لِيَجْزِيَ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا اَلصََّالِحََاتِ» أي إنما أثبت ذلك في الكتاب المبين ليكافئهم بما يستحقونه من الثواب على صالح أعمالهم «أُولََئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ» لذنوبهم و ستر لها و لهم مع ذلك «رِزْقٌ كَرِيمٌ» أي هني‌ء لا تنغيص فيه و لا تكدير و قيل هو الجنة عن قتادة } «وَ اَلَّذِينَ سَعَوْا فِي آيََاتِنََا مُعََاجِزِينَ» أي و الذين‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 590
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست