responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 515

(1) - و مطرقيها حياء و ندما و ذلا «عِنْدَ رَبِّهِمْ» أي عند ما يتولى الله سبحانه حساب خلقه يقولون «رَبَّنََا أَبْصَرْنََا وَ سَمِعْنََا» أي أبصرنا الرشد و سمعنا الحق‌و قيل معناه أبصرنا صدق وعدك و سمعنا منك تصديق رسلك و قيل معناه إنا قد كنا بمنزلة العمي فأبصرنا و بمنزلة الصم فسمعنا «فَارْجِعْنََا» أي فارددنا إلى دار التكليف «نَعْمَلْ صََالِحاً» من الصالحات «إِنََّا مُوقِنُونَ» اليوم لا نرتاب شيئا من الحق و الرسالة ثم قال سبحانه‌} «وَ لَوْ شِئْنََا لَآتَيْنََا كُلَّ نَفْسٍ هُدََاهََا» بأن نفعل أمرا من الأمور يلجئهم إلى الإقرار بالتوحيد و لكن ذلك يبطل الغرض بالتكليف لأن المقصود به استحقاق الثواب و الإلجاء لا يثبت معه استحقاق الثواب قال الجبائي و يجوز أن يكون المراد به و لو شئنا لأجبناهم إلى ما سألوا من الرد إلى دار التكليف ليعملوا بالطاعات و لكن حق القول مني أن أجازيهم بالعقاب و لا أردهم و قيل معناه و لو شئنا لهديناهم إلى الجنة «وَ لََكِنْ حَقَّ اَلْقَوْلُ مِنِّي» أي الخبر و الوعيد «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ اَلْجِنَّةِ وَ اَلنََّاسِ أَجْمَعِينَ» أي من كلا الصنفين بكفرهم بالله سبحانه و جحدهم وحدانيته و كفرانهم نعمته‌ و القول من الله سبحانه بمنزلة القسم فلذلك أتى بجواب القسم و هو قوله «لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ» ثم حكى سبحانه ما يقال لهؤلاء الذين طلبوا الرجعة إلى دار التكليف إذا جعلوا في العذاب بقوله «فَذُوقُوا بِمََا نَسِيتُمْ لِقََاءَ يَوْمِكُمْ هََذََا» أي بما فعلتم فعل من نسي لقاء جزاء هذا اليوم فتركتم ما أمركم الله به و عصيتموه و النسيان الترك و منه قول النابغة :

"سفود شرب نسوة عند مفتاد"

أي تركوه فلم يستعملوه قال المبرد لأنه لو كان المراد النسيان الذي هو ضد الذكر لجاز أن يكونوا استعملوه «إِنََّا نَسِينََاكُمْ» أي فعلنا معكم فعل من نسيكم من ثوابه أي ترككم من نعيمه جزاء على ترككم طاعتنا «وَ ذُوقُوا عَذََابَ اَلْخُلْدِ» الذي لا فناء له «بِمََا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» من الكفر و المعاصي ثم أخبر سبحانه عن حال المؤمنين فقال‌} «إِنَّمََا يُؤْمِنُ بِآيََاتِنَا» أي يصدق بالقرآن و سائر حججنا «اَلَّذِينَ إِذََا ذُكِّرُوا بِهََا» تذكروا و اتعظوا بمواعظها بأن «خَرُّوا سُجَّداً» أي ساجدين شكرا لله سبحانه على أن هداهم بمعرفته‌و أنعم عليهم بفنون نعمته «وَ سَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ» أي نزهوه عما لا يليق به من الصفات و عظموه و حمدوه «وَ هُمْ لاََ يَسْتَكْبِرُونَ» عن عبادته و لا يستنكفون من طاعته و لا يأنفون أن يعفروا وجوههم صاغرين له.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 515
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست