responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 497

497

(1) - من المنزل فانزل عن دابتك و ابدأ بعلفها قبل نفسك فإنها نفسك و إذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض بأحسنها لونا و ألينها تربة و أكثرها عشبا و إذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس و إذا أردت قضاء حاجتك فابعد المذهب في الأرض و إذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي حللت بها و سلم على أهلها فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة و إن استطعت أن لا تأكل طعاما حتى تبتدئ فتصدق منه فافعل و عليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا و عليك بالتسبيح ما دمت عاملا عملا و عليك بالدعاء ما دمت خاليا و إياك و السير في أول الليل إلى آخره و إياك و رفع الصوت في مسيرك. و قال أبو عبد الله (ع) و الله ما أوتي لقمان الحكمة لحسب و لا مال و لا بسط في جسم و لا جمال و لكنه كان رجلا قويا في أمر الله متورعا في الله ساكتا سكينا عميق النظر طويل التفكر حديد البصر لم ينم نهارا قط و لم يتكئ في مجلس قوم قط و لم يتفل في مجلس قوم قط و لم يعبث بشي‌ء قط و لم يره أحد من الناس علي بول و لا غائط قطو لا على اغتسال لشدة تستره و تحفظه في أمره و لم يضحك من شي‌ء قط و لم يغضب قط مخافة الإثم في دينه و لم يمازح إنسانا قط و لم يفرح بما أوتيه من الدنيا و لا حزن منها على شي‌ء قط و قد نكح من النساء و ولد له الأولاد الكثيرة و قدم أكثرهم إفراطا فما بكى على موت أحد منهم و لم يمر بين رجلين يقتتلان أو يختصمان إلا أصلح بينهما و لم يمض عنهما حتى تحاجزا و لم يسمع قولا استحسنه من أحد قط إلا سأله عن تفسيره و عن من أخذه و كان يكثر مجالسة الفقهاء و العلماء و كان يغشى القضاة و الملوك و السلاطين فيرثى للقضاة بما ابتلوا به و يرحم الملوك و السلاطين لعزتهم بالله و طمأنينتهم في ذلك و يتعلم ما يغلب به نفسه و يجاهد به هواه و يحترز من السلطان و كان يداوي نفسه بالتفكر و العبر و كان لا يظعن إلا فيما ينفعه و لا ينظر إلا فيما يعنيه فبذلك أوتي الحكمة و منح القضية.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 497
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست