responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 485

(1) -

القراءة

قرأ ابن كثير و عباس عن أبي عمرو و لا يسمع الصم و الباقون «وَ لاََ تُسْمِعُ اَلصُّمَّ» و قد ذكرناه في سورة النمل و قرأ عاصم و حمزة من ضعف بالضم و الباقون بفتح الضاد و قد ذكرناه في سورة الأنفال .

الإعراب‌

جواب الشرط من قوله «وَ لَئِنْ أَرْسَلْنََا» قد حذف لأنه قد أغنى عنه جواب القسم لأن المعنى في قوله «لَظَلُّوا» ليظلن كما أن قوله «لَئِنْ أَرْسَلْنََا» بمعنى أن نرسل فجواب القسم قد ناب عن الأمرين و كان أحق بالحكم لتقدمه على الشرط و لو تقدم الشرط لكان الجواب له كقولك إن أرسلنا ريحا فظلوا و الله يكفرون و اللام في قوله «وَ لَئِنْ» يسميها البصريون لام توطئة القسم و يسميها الكوفيون لام إنذار القسم و المعنى ظل يفعل في صدر النهار و هو الوقت الذي فيه الظل للشمس.

المعنى‌

ثم عاب سبحانه كافر النعمة فقال «وَ لَئِنْ أَرْسَلْنََا رِيحاً» مؤذنة بالهلاك باردة «فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا» أي فرأوا النبت و الزرع الذي كان من أثر رحمة الله مصفرا من البرد بعد الخضرة و النضارة و قيل إن الهاء يعود إلى السحاب و معناه فرأوا السحاب مصفرا لأنه إذا كان كذلك لم يكن فيه مطر «لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ» أي لصاروا من بعد أن كانوا راجين مستبشرين يكفرون بالله و بنعمته و لم يرضوا بقضاء الله تعالى فيه فعل من جهل صانعه و مدبره و لا يعلم أنه حكيم لا يفعل إلا الأصلح فيشكر عند النعمة و يصبر عند الشدة ثم قال سبحانه لنبيه ص‌} «فَإِنَّكَ لاََ تُسْمِعُ» يا محمد «اَلْمَوْتى‌ََ وَ لاََ تُسْمِعُ اَلصُّمَّ اَلدُّعََاءَ» شبه الكفار في ترك تدبرهم فيما يدعوهم إليه النبي ص تارة بالأموات و تارة بالصم لأنهم لا ينتفعون بدعاء الداعي فكأنهم لا يسمعونه «إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» أي إذا أعرضوا عن أدلتنا ذاهبين إلى الضلال و الفساد غير سالكين سبيل الرشاد} «وَ مََا أَنْتَ بِهََادِ اَلْعُمْيِ عَنْ ضَلاََلَتِهِمْ» يعني أنهم كالعمي لا يهتدون بالأدلة و لا تقدر على ردهم عن العمى إذ لم يطلبوا الاستبصار «إِنْ تُسْمِعُ إِلاََّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيََاتِنََا» ليس تسمع إلا من يصدق بآياتنا و أدلتنا فإنهم المنتفعون بدعائك و إسماعك «فَهُمْ مُسْلِمُونَ» منقادون لأمر الله ثم عاد سبحانه إلى ذكر الأدلة فقال‌} «اَللََّهُ اَلَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ» أي من نطف و قيل معناه خلقكم أطفالا لا تقدرون على البطش و المشي و التصرفات «ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً» أي شبابا «ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَ شَيْبَةً» يعني حال‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 485
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست