responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 471

(1) - يتصرف في كسبه ليلا و ينام نهارا فيكون معناه و من دلائله النوم الذي جعله الله راحة لأبدانكم بالليل و قد تنامون بالنهار فإذا انتبهتم انتشرتم لابتغاء فضل الله «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ» ذلك فيقبلونه و يتفكرون فيه لأن من لا يتفكر فيه لا ينتفع به فكأنه لم يسمعه «وَ مِنْ آيََاتِهِ يُرِيكُمُ اَلْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً» معناه و من دلالاته أن يريكم النار تنقدح من السحاب يخافه المسافر و يطمع فيه المقيم عن قتادة و قيل خوفا من الصواعق و طمعا في الغيث عن الضحاك و قيل خوفا من أن يخلف و لا يمطر و طمعا في المطر عن أبي مسلم «وَ يُنَزِّلُ مِنَ اَلسَّمََاءِ مََاءً» أي غيثا و مطرا «فَيُحْيِي بِهِ» أي بذلك الماء «اَلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهََا» أي بعد انقطاع الماء عنها و جدوبها «إِنَّ فِي ذََلِكَ لَآيََاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» أي للعقلاء المكلفين‌ «وَ مِنْ آيََاتِهِ أَنْ تَقُومَ اَلسَّمََاءُ وَ اَلْأَرْضُ بِأَمْرِهِ» بلا دعامة تدعمها و لا علاقة تتعلق بها بأمره لهما بالقيام كقوله تعالى‌ «إِنَّمََا قَوْلُنََا لِشَيْ‌ءٍ إِذََا أَرَدْنََاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» و قيل بأمره أي بفعله و إمساكه إلا أن أفعال الله عز اسمه تضاف إليه بلفظ الأمر لأنه أبلغ في الاقتدار فإن قول القائل أراد فكان أو أمر فكان أبلغ في الدلالة على الاقتدار من أن يقول فعل فكان و معنى القيام الثبات و الدوام و يقال السوق قائمة «ثُمَّ إِذََا دَعََاكُمْ دَعْوَةً مِنَ اَلْأَرْضِ» أي من القبر عن ابن عباس يأمر الله عز اسمه إسرافيل (ع) فينفخ في الصور بعد ما يصور الصور في القبور فيخرج الخلائق كلهم من قبورهم «إِذََا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ» من الأرض أحياء و قيل أنه سبحانه جعل النفخة دعاء لأن إسرافيل يقول أجيبوا داعي الله فيدعو بأمر الله سبحانه و قيل إن معناه أخرجكم من قبوركم بعد أن كنتم أمواتا فيها فعبر عن ذلك بالدعاء إذ هو بمنزلة الدعاء و بمنزلة كن فيكون في سرعة تأتي ذلك و امتناع التعذر و إنما ذكر سبحانه هذه المقدورات على اختلافها ليدل عباده على أنه القادر الذي لا يعجزه شي‌ء العالم الذي لا يعزب عنه شي‌ء و تدل هذه الآيات على فساد قول من قال إن المعارف ضرورية لأن ما يعرف ضرورة لا يمكن الاستدلال عليه.

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 8  صفحة : 471
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست