responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 805

(1) - يكون اللغو الهزل و ما يلغى من الكلام مثل الفحش و الأباطيل «إِلاََّ سَلاََماً» أي إلا سلام الملائكة عليهم و سلام بعضهم على بعض قال الزجاج : السلام اسم جامع لكل خير لأنه يتضمن السلامة أي يسمعون ما يسلمهم «وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهََا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا» قال المفسرون ليس في الجنة شمس و لا قمر فيكون لهم بكرة و عشيا و المراد أنهم يؤتون برزقهم على ما يعرفونه من مقدار الغداء و العشاء و قيل كانت العرب إذا أصاب أحدهم الغداء و العشاء لعجبت به و كانت تكره الوجبة و هي الأكلة الواحدة في اليوم فأخبر الله تعالى أن لهم في الجنة رزقهم بكرة و عشيا على قدر ذلك الوقت و ليس ثم ليل و إنما هو ضوء و نور عن قتادة و قيل إنهم يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب و إغلاق الأبواب و مقدار النهار برفع الحجب و فتح الأبواب‌ «تِلْكَ اَلْجَنَّةُ اَلَّتِي» هي مذكورة في قوله «فَأُولََئِكَ يَدْخُلُونَ اَلْجَنَّةَ» التي «نُورِثُ مِنْ عِبََادِنََا مَنْ كََانَ تَقِيًّا» أي إنما نملك تلك الجنة من كان تقيا في دار الدنيا بترك المعاصي و فعل الطاعات و إنما قال «نُورِثُ» مع أنه ليس بتمليك نقل من غيرهم إليهم لأنه شبه بالميراث من جهة أنه تمليك بحال استؤنفت عن حال قد انقضت من أمر الدنيا كما ينقضي حال الميت من أمر الدنيا عن الجبائي و قيل إنه تعالى أورثهم من الجنة المساكن و المنازل التي كانت لأهل النار لو أطاعوا الله تعالى و أضاف العباد إلى نفسه لأنه أراد المؤمنين‌} «وَ مََا نَتَنَزَّلُ إِلاََّ بِأَمْرِ رَبِّكَ» قال ابن عباس إن النبي ص قال لجبرائيل ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا فنزل «وَ مََا نَتَنَزَّلُ إِلاََّ بِأَمْرِ رَبِّكَ» الآية أي إذا أمرنا نزلنا عليك و هو قول مجاهد و قتادة و الضحاك و قيل إنه قول أهل الجنة إنا لا نتنزل موضعا من الجنة إلا بأمر الله تعالى عن أبي مسلم «لَهُ مََا بَيْنَ أَيْدِينََا وَ مََا خَلْفَنََا وَ مََا بَيْنَ ذََلِكَ» معناه له ما بين أيدينا من أمر الآخرة و ما خلفنا أي ما مضى من أمر الدنيا و ما بين ذلك أي ما بين النفختين عن ابن عباس و قتادة و الضحاك و الربيع قال مقاتل : و ما بين النفختين أربعون سنة و قيل معناه ابتداء خلقنا و منتهى آجالنا و مدة حياتنا و قيل ما بين أيدينا ما بقي من أمر الدنيا و ما خلفنا ما مضى من الدنيا و ما بين ذلك من حياتنا أي هو المدبر لنا في الأوقات الماضية و الآتية و الذاهبة و قيل ما بين أيدينا أي الأرض عند نزولنا و ما خلفنا السماوات إذ نزلنا منها و ما بين ذلك السماء و الأرض «وَ مََا كََانَ رَبُّكَ نَسِيًّا» قيل هذا تمام حكاية قول الملائكة و قول أهل الجنة و قيل بل تم الكلام قبله ثم أخبر الله سبحانه عن نفسه و معناه أنه سبحانه ليس ممن ينسى و يخرج عن كونه عالما لأنه عالم لذاته و تقديره و ما نسيك يا محمد و إن أخر الوحي عنك‌ و قيل ما كان ربك ناسيا لأحد حتى لا يبعثه يوم القيامة عن أبي مسلم } «رَبُّ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ» أي خالقهما و مدبرهما «وَ مََا بَيْنَهُمََا» من الخلائق و الأشياء «فَاعْبُدْهُ» وحده لا شريك له «وَ اِصْطَبِرْ لِعِبََادَتِهِ»

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 805
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست