responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 653

(1) - مفعول ثان لقوله «يَزِيدُهُمْ» .

ـ

المعنى‌

ثم زاد سبحانه في الموعظة فقال «وَ إِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاََّ نَحْنُ مُهْلِكُوهََا قَبْلَ يَوْمِ اَلْقِيََامَةِ» معناه و ما من قرية إلا نحن مهلكوها بإماتة أهلها «أَوْ مُعَذِّبُوهََا عَذََاباً شَدِيداً» و هو عذاب الاستئصال فيكون هلاك الصالحين بالموت و هلاك الطالحين بالعذاب في الدنيافإنه يفني الناس و يخرب البلاد قبل يوم القيامة ثم تقوم القيامة عن الجبائي و مقاتل و قيل إن المراد بذلك قرى الكفر و الضلال دون قرى الإيمان و المراد بالإهلاك التدمير عن أبي مسلم «كََانَ ذََلِكَ فِي اَلْكِتََابِ مَسْطُوراً» أخبر أن ذلك كائن لا محالة و لا يكون خلافه و معناه كان ذلك الحكم في الكتاب الذي كتبه الله تعالى لملائكته و هو اللوح المحفوظ مكتوبا} «وَ مََا مَنَعَنََا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيََاتِ إِلاََّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا اَلْأَوَّلُونَ» ذكر فيه أقوال (أحدها) أن التقدير ما منعنا إرسال الآيات التي سألوها إلا تكذيب الأولين و معناه إنا لم نرسل الآيات التي اقترحتها قريش في قولهم حول لنا الصفا ذهبا و فجر لنا الأرض ينبوعا إلى غير ذلك لأنا لو أرسلناها لم يؤمنوا فيستحقوا المعاجلة بالعقوبة كما أنا لما أجبنا الأولين من الأمم إلى آيات اقترحوها فكذبوا بها عذبناهم بعذاب الاستئصال لأن من حكم الآية المقترحة أنه إذا كذب بها وجب عذاب الاستئصال و من حكمنا النافذ في هذه الآيات أن لا نعذبهم بعذاب الاستئصال لشرف محمد ص و لما يعلم في ذلك من المصلحة و لأن فيهم من يؤمن به و ينصره و من يولد له ولد مؤمن و لأن أمته باقية و شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة فلذلك لم نجبهم إلى ذلك و أنزلنا من الآيات الواضحات و المعجزات البينات ما تقوم به الحجة و تنقطع به المعذرة (و الثاني) إن معناه إنا لا نرسل الآيات لعلمنا بأنهم لا يؤمنون عندها فيكون إنزالنا إياها عبثا لا فائدة فيه كما أن من كان قبلهم لم يؤمنوا عند إنزال الآيات، و المعجزات ضربان (أحدهما) ما لا يصح معرفة النبوة إلا به و هذا الضرب لا بد من إظهاره سواء وقع منه الإيمان أو لم يقع (و الثاني) ما يكون لطفا في الإيمان فهذا أيضا يظهره الله سبحانه و ما خرج عن هاتين الصفتين من المعجزات لا يفعله سبحانه (و الثالث) إن المعنى إنا لا نرسل الآيات لأن آباءكم و أسلافكم سألوا مثلها و لم يؤمنوا عندها و أنتم على آثار أسلافكم مقتدون فكما لم يؤمنوا هم لا تؤمنون أنتم عن أبي مسلم «وَ آتَيْنََا ثَمُودَ اَلنََّاقَةَ مُبْصِرَةً» أي بينة أراد آية مبصرة كما قال‌ وَ جَعَلْنََا آيَةَ اَلنَّهََارِ مُبْصِرَةً و معناه دلالة واضحة ظاهرة و قيل ذات أبصار و قيل تبصرهم و تبين لهم حتى يبصروا بها الهدى من الضلالة و هي ناقة صالح المخرجة من الصخرة على الصفة التي اقترحوها «فَظَلَمُوا بِهََا» أي فكفروا بتلك الآية و جحدوا بأنها من عند الله و قيل ظلموا أنفسهم بسببها و بعقرها «وَ مََا نُرْسِلُ بِالْآيََاتِ إِلاََّ تَخْوِيفاً» أي لا نرسل‌

اسم الکتاب : مجمع البيان في تفسير القرآن - ط دار المعرفة المؤلف : الشيخ الطبرسي    الجزء : 6  صفحة : 653
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست